و (المحفوف) مفعول من حف به إذا أطاف به، ومنه قوله تعالى: ﴿وترى الملائكة حافين من حول العرش﴾ (١) أي مطيفين به مستديرين عليه، وكونه (صلى الله عليه وآله) محفوفا بالملائكة انهم أحاطوا به من كل جانب، وقاموا في خدمته وتوقيره وتعظيم شأنه، والانقياد لأمره ونهيه.
وفي الخبر: (حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات) (٢) وفي بعض النسخ في الفقرة: (قد حف بالملائكة الأبرار) وهو أدل على التحقق، وحفت المرأة وجهها بالشعر أو من الشعر أي زينته أو نقحته، وحفتهم الحاجة تحفهم إذا كانوا محاويج، والحفيف دوي جري الفرس والريح ونحو ذلك، وكل هذه الفروع مأخوذة من معنى الإحاطة.
و (الأبرار) جمع بر - بفتح الباء - صفة مشبهة أو مخفف بار، تقول: بررت بوالدي من باب علم برا - بكسر الباء - خلاف العقوق فأنا بر به، والجمع أبرار كما ذكروا، واما جمع البار بالمعنى المذكور وبمعنى خلاف الفاجر فهو البررة، ومؤنث البر (برة)، يقال: الام برة بولدها أي عطوف، وفلان يبر خالقه أي يطيعه.
وبر فلان في يمينه صدق، وبر حجه بصيغة المعلوم اللازم أو المجهول، وبر الله حجه برا أي قبله فصار مقبولا، والبر - بالكسر - يطلق على الخير والفضل والتقى، قال تعالى: ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم﴾ (3) ومعناه قريب من قول الشاعر:
وغير تقي يأمر الناس بالتقى * طبيب يداوي الناس وهو عليل (4) و (الرضوان) بكسر الراء وضمها لغة قيس وتميم بمعنى الرضا، والمرضاة مثله، ورضيت الشيء وارتضيته فهو مرضي ومرتضى، وكذا رضيت به وعنه وفي