ويطلق العبء على عدل المتاع أيضا، وأصل كل ذلك من عبأت الطيب عبأ - بفتح العين - إذا هيأته وصنعته وخلطته، وكذلك عبأت المتاع عبأ هيئته، وعبأت الجيش تعبئة، و ﴿ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم﴾ (١) أي ما يبالي، فإن الشيء المهيأ ثقيل يعبأ به ويعتنى بشأنه.
والأوزار جمع وزر كحبر بمعنى الثقيل، فيكون الأوزار بمعنى الأثقال، فالإضافة في الفقرة بيانية، ويجوز المغايرة الإعتبارية، والمراد هنا الأثقال الدنيوية والتكلفات والمشقات الواردة عليه من جهة إرشاد الأمة، ومقاسات الحروب والشدائد، والمجاهدات الدينية، ويطلق الوزر على الإثم أيضا لثقله، وكذا السلاح وآلات الحرب، قال الشاعر:
وأعددت للحرب أوزارها * رماحا طوالا وخيلا ذكورا (٢) قال تعالى: ﴿حتى تضع الحرب أوزارها﴾ (٣) أي أثقالها، والمراد وضع أهل الحرب أسلحتهم حتى لا يبقى إلا مسلم أو مسالم، أو المراد وضع شدائدها باسكاتها وطرحها وتركها أي حتى ينقضي أمر الحرب ويخف أثقالها.
والوزر: الملجأ لعظمه في العيون، والوزير: الموازر لأنه يحمل عن الملك وزره أي ثقله أي ثقل أموره، أو لأن الأمير أي الملك يلتجئ إلى رأيه وتدبيره فهو ملجأ له، و ﴿لا تزر وازرة وزر أخرى﴾ (4) أي لا تؤخذ بذنب نفس أخرى، ولا تحمل حمل أخرى، ويقال: وزر - بالبناء للمفعول - من الإثم فهو موزور، وفي الحديث: (ارجعن مأجورات غير مأزورات) (5) أي غير آثمات، والأصل موزورات فهمزوا للازدواج فلو أفرد رجع إلى أصله.