اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ٤٣٧
لكونهما بمعنى واحد.
وقيل: إن الأمر مأمور به ثم حول المفعول إلى فاعل، كما قيل: أمر عارف وأصله معروف، وعيشة راضية والأصل مرضية إلى غير ذلك، ثم جمع فاعل على فواعل فأوامر جمع مأمور، ذكره في المصباح (1).
وقيل: إن الأمر لما كان سببا لانبعاث المأمور فكان كأنه آمر فجمع على أوامر، وتجري تلك الوجوه في النواهي أيضا.
وبالجملة فقد يقال في الأمر: أمرة، مثل قولهم: لك علي أمرة مطاعة أي أمرة أطيعك فيها، وهي المرة الواحدة من الأمر، ولا يقال إمرة - بالكسر - وإنما الإمرة - بالكسر - من الولاية كالإمارة - بكسر الهمزة - وإما الأمارة - بالفتح - فهي بمعنى العلامة فهي مثلها لفظا ومعنى.
والأمير هو ذو الأمر، وهو دال على الاستمرار والمبالغة باعتبار عموم متعلقه في الجملة أي متعلق حكمه، ولهذا كان الأمير غير الآمر، إذ قد يكون واحد من الرعية آمرا بالنسبة إلى غلامه مثلا، فلا يطلق عليه انه أمير إلا مجازا، والتأمير تولية الإمارة، يقال: أمير مؤمر، وائتمر الأمر أي امتثله.
وفي الدعاء: ((فهي بمشيتك [أي الأشياء بمشيتك] دون قولك مؤتمرة)) (2) أي عند قولك، أولا حاجة إلى القول بل هي مؤتمرة بمجرد مشيتك، وكذا الكلام في قوله (عليه السلام): ((وبإرادتك دون نهيك منزجرة)) (3).
والمؤامرة المشاورة من مادة الأمر، كأن أحد المؤامرين يطلب من الآخر الأمر بما يراه مصلحة، وكذا الاستيمار والائتمار، وأمرهم الله فأمروا أي كثرهم فكثروا، ومنه على وجه قوله تعالى: (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها) (4) ويمكن أخذه من الأمر بالمعنى السابق المشهور على سبيل اعتبار

(١) المصباح المنير: ٢١ / الأمر.
(٢) مهج الدعوات: ٢٧٢، عنه البحار 95: 229 ح 27.
(3) المصدر نفسه.
(4) الاسراء: 16.
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 5
2 اسمه ونسبه: 5
3 حياته العلمية: 5
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 6
5 أولاده وذراريه: 7
6 آثاره وتأليفاته: 7
7 شعره وأدبه: 10
8 وفاته: 17
9 منهج التحقيق: 17
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 22
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 23
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 27
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 32
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 36
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 42
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 43
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 52
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 62
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 66
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 71
21 صور الوضع اللفظي 77
22 في طهارة دم المعصومين 84
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 90
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 95
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 95
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 104
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 113
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 117
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 122
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 127
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 131
32 في تسميتها ببضعة الرسول 131
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 144
34 تفصيل في بيان التمثيل: 151
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 160
36 تحقيق من المصنف 169
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 177
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 185
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 195
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 201
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 203
42 في بيان الفواطم 206
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 208
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 227
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 230
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 233
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 234
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 237
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 237
50 فصل: في تزويجها في السماء 244
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 252
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 261
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 279
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 284
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 292
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 304
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 309
58 مصادر الخطبة الشريفة 317
59 دفع إشكالين 321
60 الشروع في شرح الخطبة 326
61 في معنى الإجماع 327
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 338
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 746
64 الفصل الأول 767
65 الفصل الثاني 782
66 دفع إشكالين: 823
67 " تنبيه " 843
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 847
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 891