إلى الأرض، ونور الخوف أصفر، وأما آخر النهار فهو نور المحبة والشكر على أداء الفرائض، كما يظهر من قوله (عليه السلام): ((فرحا وشكرا لله عز وجل)) ونور المحبة أحمر كما هو المتعارف، انتهى (١).
ويجوز أن يذكر هنا وجه آخر أمتن وأقوى وأولى وأتقن، وهو يحتاج إلى تمهيد مقدمة، وهي ان العرش في الأخبار جاء على معان كثيرة، حتى جعلوها منتهية إلى ستين أو سبعين معنى، كما نقل عن تفسير نور الثقلين، منها الثمانية المشهورة، أولها: الفلك التاسع المحيط بالمخلوقات، ولذا سموه محدد الجهات، ومنتهى الإشارات، والمشهور في اصطلاح الحكماء هو هذا.
والثاني: علم الله المحيط بجميع الأشياء المراد في قوله تعالى: ﴿ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية﴾ (٢)، وروي ان أربعة منهم من الأولين: نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، وأربعة من الآخرين: محمد، وعلي والحسنان (٣)، كما أن في عالم الظاهر نور الشرائع الظاهرة مستند إلى هذه الثمانية.
والثالث: ملك الله المراد في قوله تعالى: ﴿لا اله الا هو رب العرش العظيم﴾ (٤).
والرابع: عالم الامكان المراد في قوله تعالى: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ (5).
والخامس: صفات الجلال والاكرام.
والسادس: قلوب العباد المؤمنين، كما في الحديث القدسي: ((ما وسعني عرشي ولا سمائي، بل وسعني قلب عبدي المؤمن)) (6)، كذا قيل.