ففتق نوري فخلق منه السماوات والأرض، وأنا والله أجل من السماوات والأرض، وفتق نور علي بن أبي طالب فخلق منه العرش والكرسي، وعلي والله أجل من العرش والكرسي، وفتق نور الحسن فخلق منه اللوح والقلم، والحسن والله أجل من اللوح والقلم، وفتق نور الحسين وخلق منه الجنان والحور العين، والحسين والله أجل من الجنان والحور العين.
ثم أظلمت المشارق والمغارب، فشكت الملائكة إلى الله عز وجل أن يكشف عنهم تلك الظلمة، فتكلم الله جل جلاله بكلمة فخلق منها روحا، ثم تكلم بكلمة فخلق من تلك الكلمة الأخرى نورا، فأضاف النور إلى تلك الروح وأقامها أمام العرش، فأزهرت المشارق والمغارب، فهي فاطمة الزهراء، فلذلك سميت الزهراء، يا ابن مسعود إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي: أدخلا الجنة من شئتما وأدخلا النار من شئتما.
وذلك قوله تعالى: ﴿ألقيا في جهنم كل كفار عنيد﴾ (1) فالكافر من جحد نبوتي، والعنيد من جحد ولاية علي بن أبي طالب (2)، وهذه جملة من الأخبار المذكورة في المقام.
بيان: قال السيد الجزائري (رحمه الله) بعد ذكر الخبر الأول: ولعلك تطلب وجه اختصاص هذه الأنوار بهذه الأوقات، فنقول: يجوز أن يكون وجهه ان النور الأبيض يدخل إليهم وقت الصبح وهم نيام، ليكشف عنهم بقية ظلام الليل فيقوموا إلى الصلاة، وأيضا ينبغي أن يكون مخالفا لأول نور الشمس عند طلوعها حتى لا يشتبه على الناس أحد اللونين بالآخر، فان نور الشمس أصفر في ذلك الوقت.
واما عن انتصاف النهار فنور الشمس أبيض، فيكون نورها أصفر خلافا له لتلك العلة ولأنه نور الخوف، لأن وقت الزوال يفتح أبواب السماء، وتنظر الملائكة