وقال أبو القاسم البغوي أنبأنا ابن حميد الداري حدثنا مجاهد ثنا رباح النوني (2) وأبو محمد مولى آل الزبير، قال: سمعت أسماء بنت أبي بكر تقول للحجاج: ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم، فدفع دمه إلى أبي فشربه فأتاه جبريل فأخبره فقال: (ما صنعت؟) قال: كرهت أن أصب دمك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تمسك النار)، ومسح على رأسه، وقال: (ويل للناس منك، وويل لك من الناس) (1).
وروى أبو يعلى عن عمرو بن حريث رضي الله عنه قال: ذهبت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح برأسي ودعا لي بالرزق.
وروى أبو يعلى والبزار باسناد حسنه الابوصيري في التحفة عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما انه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم، فلما فرغ قال: (يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراه أحد فلما برزت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما صنعت يا عبد الله؟) قال: جعلته في مكان ظننت أنه خاف عن الناس، قال: (فلعلك شربته؟) قال: نعم. قال: (ومن أمرك أن تشرب الدم ويل لك من الناس وويل للناس منك).
قال أبو سلمة فحدثت أبا عاصم بهذا الحديث فقال: كانوا يرون أن القول ألقى به من ذلك اليوم (2).
وروى أبو يعلى عن سفينة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم ثم قال: (خذ هذا الدم فادفنه من الدواب والناس) قال: فذهبت فتغيبت فقال لي: (ما صنعت؟)، قلت: شربته، فتبسم، في سنده مجهول (3).
وروى أبو يعلى عن أم أيمن رضي الله عنها: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فخارة في جانب البيت، فبال فيها فقمت من الليل، وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أم أيمن قومي فأهريقي ما في تلك الفخارة) قالت: قد والله شربت ما فيها فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال: (أما انك لن تشتكي بطنك بعد يومك (4).