والظلم فإنه ظلمات يوم القيامة، إياكم والشح فإنما أهلك من كان قبلكم الشح حتى سفكوا دماءهم وقطعوا أرحامهم) (1).
الثالث: في اتخاذه - صلى الله عليه وسلم - المنبر.
روى ابن إسحاق والبزار بسند ضعيف عن معاذ بن جبل - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن أتخذ المنبر، فقد اتخذه أبي إبراهيم، وإن أتخذ العصا فقد أتخذها أبي إبراهيم) (2).
وروى الطيالسي عن جرير - رضي الله تعالى عنه - قال: (خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على منبر صغير فحثنا على الصدقة).
وروى الطبراني عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب يوم الجمعة، ويوم الفطر، ويوم الأضحى على المنبر، فإذا سكت المؤذن يوم الجمعة قام فخطب) (3).
وروى الإمام أحمد عن ابن عمرو عبد الله بن الإمام أحمد عن أبي بن كعب، وأبو يعلى عن أبي سعيد والبزار من طريق آخر عنه، وعبد بن حميد من طريق آخر واللفظ له، وأبو يعلى برجال ثقات، والطبراني عن جابر والطبراني عن عائشة، والطبراني برجال ثقات عن أم سلمة - رضي الله تعالى عنهم - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة)، وفي لفظ: أسند ظهره إليه، إذا تكلم يوم الجمعة، أو حدث أمر يريد أن يكلم الناس، فقال له الناس: يا رسول الله قد كثر الناس، يعني المسلمين وإنهم ليحبون أن يروك فلو اتخذت منبرا تقوم على فيراك الناس، قال: (نعم)، قال: (من يجعل لنا هذا المنبر)، فقام إليه رجل فقال: أنا قال: (تجعله) قال: نعم، ولم يقل إن شاء الله، قال: (ما اسمك؟) قال: فلان، قال: (اقعد)، فقعد، ثم عاد فقال: (من يجعل لنا هذا المنبر؟) فقام إليه رجل فقال: قال تجعله، قال: نعم، ولم يقل إن شاء الله، قال: (ما اسمك؟) قال: فلان، قال: (اقعد) فقعد، ثم عاد فقال:
(من يجعل لنا هذا المنبر؟)، فقام إليه رجل فقال: أنا، قال: (تجعله) قال: نعم إن شاء الله قال: (ما