أبو بكر؟ قال: لا، قيل فعمر؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل في الحجرة ثم قال علي: أما انى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: لا تكذبوا على فمن كذب على متعمدا أولجته النار.
وبالاسناد قال: قال رسول الله (ص): لينتهن أو لأبعثن إليهم رجلا يمضى فيهم أمرى فيقتل المقاتلة، ويسبي الذرية، قال: فقال أبو ذر: فما راعني إلا برد كف عمر في حجرتي من خلفي، قال: من تراه يعنى؟ قلت: ما يعنيك ولكن يعنى خاصف النعل يعنى عليا (ع).
قال علي بن عيسى عفا الله عنه: قد سبق ذكرى لهذه الأحاديث بألفاظ تقارب هذه، وإنما أوردتها ههنا لأذكر عقيبها ما أورده ابن البطريق عقيب إيرادها.
قال رحمه الله: اعلم أن رسول الله (ص) إنما قال ذلك تنويها بذكر أمير المؤمنين ونصا عليه بأمور منها: انه ولي الامه بعده، لأنه قال: يضرب رقابكم على الدين بعد قوله: امتحن الله قلبه للايمان، وجعل ذلك ببعث الله سبحانه وتعالى له لا من قبل نفسه وهذا نص منه عليه السلام ومن الله سبحانه وتعالى على أمير المؤمنين عليه السلام لاستحقاق استيفاء حق الله تعالى له ممن كفر ولا يستحق ذلك بعد النبي إلا الامام ودليل صحته قوله (ص) في خبر من هذه الأخبار رجلا منى، أو قال: مثل نفسي، فدل على أن المراد بذلك التنويه باستحقاق الولاء لكونه مثل نفسه، إذ قال: مثل نفسي، ويزيده بيانا وإيضاحا قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه في حديث آخر: وقسمه بالله تعالى انه ما اشتهى الامارة إلا يومئذ، والمتمني والمشتهي لا يطلب ما هو دون قدره بدليل قوله تعالى: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) فالمتمني يكون بما فضل به البعض على البعض لا لما استووا فيه، ويزيده بيانا ما تقدم في الخبر من