فذكر ذلك من طرق الشيعة لا معنى له، ولا يكون حجة على من ينكر ذلك من الجمهور، على انى باحثت بعض علمائهم من مدرسي مذهب أحمد بن حنبل رحمة الله عليه فأوردت عليه حديثا من مسند إمامه فقال: أحاديث المسند لم يلتزم أحمد فيها الصحة، فتكون حجة على ما وردت مثل ذلك الحديث من صحيح الترمذي فطعن في رجل من رجاله، فقلت له: تعذر وامتنع البحث معكم فقال: كيف؟ قلت: لأنكم تطعنون فيما نورده نحن، وفيما تور دونه أنتم عن مشايخكم وأئمتكم، فكيف يتحقق بيننا بحث، أو يقوم على ما ندعيه دليل؟
ولكن نورد من ذلك ما هو من طرقهم، فان أذعنوا وانقادوا فذاك، وإلا فسبيله سبيل غيره مما أنكروه وعاندوا فيه الحق، ليس عليك هداهم.
وقد كان السعيد رضى الدين علي بن موسى بن طاووس رحمه الله وألحقه بسلفه جمع في ذلك كتابا سماه كتاب اليقين باختصاص مولانا علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، ونقل ذلك مما يزيد على ثلاثمائة طريق فاقتصرت من ذلك على ما أوردته نقلا من كتابه رحمه الله ونسبت كل حديث إلى من أورده من علماء الجمهور مقتصرا عليهم دون من عداهم.
قال: قال الحافظ أبو بكر أحمد بن مردويه وهو من عظماء علماء الجمهور وقد رأيت في مدحه من كتاب معجم البلدان لياقوت بن عبد الله الحموي من ترجمة اسكاف ما هذا لفظه: وممن ينسب إليها أبو بكر بن مردويه، ومات بإسكاف سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة وكان ثقة، وذكر الحافظ أسعد بن عبد القاهر في كتاب رشح الولاء في شرح الدعاء في إسناد الحديث المتضمن لوصف مولانا أمير المؤمنين عليه السلام: انه إمام المتقين عن أبي بكر بن مردويه:
انه الامام الحافظ النافذ ملك الحفاظ، طراز المحدثين أبو بكر أحمد بن موسى ابن مردويه.