كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٣٤٢
بعلم الغيب ولا يظهر عليه إلا لمن ارتضاه الله من رسله، كما قال: (فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول).
وإذا كان عليه السلام قد انفرد بصلاح الباطن دون غيره وشاركهم في صلاح الظاهر فقد اتفق له صلاحهما معا فظهرت ميزته على الناس بما عرفه الله من باطن حاله ولم يعرفه من غيره وهذا واضح.
ثم إن منعهم من الجواز اما أن يكون بسبب موجب أو لغير سبب ولا جائز أن يعرى من سبب، لان العبث والخلق من الحكمة في أفعال الله محال، فتعين أن يكون لسبب وحكمة، وإذا ثبت وجه الحكمة في منع غيره وإباحته هو عليه السلام فثبت له ما لا يشاركه فيه غيره، فوجب له الفضل على غيره، ووجب اتباعه والاقتداء به لتخصصه بهذه المنزلة الحاصلة له بوحي من الله تعالى، وأقوال النبي (ص) فيه تعضد هذا، أو تدل على صلاح باطنه (ع) كقوله:
علي منى وأنا منه وكقوله: أنت منى بمنزلة هارون من موسى، وكقوله: أنت أخي في الدنيا والآخرة، وكقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله (ص) صلت الملائكة على وعلى على سبع سنين قبل الناس، وقوله تعالى:
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وغير ذلك من مناقبه ومزاياه ومآثره وسجاياه، التي تفوت الحد وتتجاوز العد ولولا ثبوت ذلك له لما أنزله من نفسه بهذه المنازل، ولما أقامه مقام نفسه في شئ من ذلك، ولا أذن له في تخصيصه وتبين مكانه بما ميزه عن الأمثال والاضراب باستبداده، وبصلاح باطنه ومشاركته غيره في الظاهر.
وكما تميز على الأصحاب في فتح بابه دون أبوابهم بصلاح الباطن فقد امتاز عليهم في الظاهر وهو أنه يعتبر بأشياء أولها العلم وهو موجب للفضل بدليل قوله تعالى: (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) وقوله تعالى:
(٣٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 347 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357