وبالاسناد عن نافع مولى ابن عمر قال: قلت لابن عمر: من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: ما أنت وذاك لا أم لك؟ ثم استغفر الله وقال:
خيرهم بعده من كان يحل له ما يحل له ويحرم عليه، ما يحرم عليه، قلت: من هو؟ قال: علي، سد أبواب المسجد وترك باب علي، وقال: لك في هذا المسجد ما لي وعليك فيه ما على، وأنت وارثي ووصيي تقضى ديني وتنجز عداتي، وتقتل على سنتي، كذب من زعم أنه يبغضك ويحبني.
قال الشيخ العالم يحيى بن الحسن بن البطريق الأسدي رحمه الله: فقد أبان الله سبحانه وتعالى الفرق بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وبين غيره، فيما حل له وحرم على غيره، وإذا كان الحرام على غيره حلا له وجبت ميزته، وثبتت عصمته، لموضع الامن منه لوقوع ما يكره الله سبحانه، ووقوعه من غيره وهذا محمول على ما تقدم من شواهد الكتاب العزيز له ولولديه وزوجته عليهم السلام، وهو قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) والنبي صلى الله عليه وآله فتح أبواب الجميع على ظاهر الحال لان ظاهرها كانت صالحة ولا يعلم النبي من حال الأمة غير الظاهر إلا ما يطلعه عليه القديم تعالى الذي يعلم الغيوب والبواطن، ففتح الأبواب للجميع ولم يفرق بين القريب والصاحب لظاهر الأحوال الصالحة، فمنع القديم تعالى للقوم من الجواز وسد أبوابهم لا يخلو من قسمين: اما أن يكون على ظاهر الحال أو على باطنها فظاهر الحال قد بينا انها كانت صالحة، وهي التي بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها فعله في الإباحة، فلم يبق إلا ان يكون منع الله تعالى لهم على باطن الحال لا على ظاهره، لأنه سبحانه وتعالى هو المتولي للبواطن، فعلم سبحانه وتعالى من حاله وصلاحها ما لم يحط به النبي صلى الله عليه وآله علما إلا بعد وحى الله تعالى إليه، لان علم الغيب إليه لا إلى غيره تعالى ولا يحيط