ولا يقال لامرأة نزعاء ولكن زعراء، والبطين الكبير البطن، واما المعنى فان نفسه نزعت، يقال نزع إلى أهله ينزع نزاعا اشتاق ونزع عن الأمور نزوعا انتهى عنها، أي نزعت نفسه عن ارتكاب الشهوات فاجتنبها، ونزعت إلى اجتناب السيئات فسد عليه مذهبها، ونزعت إلى اكتساب الطاعات فادركها حين طلبها، ونزعت إلى استصحاب الحسنات فارتدى بها وتجلببها وامتلأ علما فلقب بالبطين وأظهر بعضا وأبطن بعضا حسب ما اقتضاه علمه الذي عرف به الحق اليقين.
اما ما ظهر من علومه فأشهر من الصباح وأسير في الآفاق من سرى الرياح.
واما ما بطن فقد قال: (بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوى البعيدة) (اندمج إذا دخل في الشئ واستتر فيه والأرشية الحبال، وأحدها رشاء والطوى البئر المطوية).
وقد نظم بعض الشعراء هذا المعنى فقال:
من كان قد عزقته مدية دهره ومرت له أخلاف سم منقع فليعتصم بعرى الدعاء ويبتهل بإمامه الهادي البطين الأنزع نزعت عن الآثام طرا نفسه ورعا فمن كالأنزع المتورع وحوى العلوم عن النبي وراثة فهو البطين لكل علم مودع ومما ورد في صفته عليه السلام ما أورده صديقنا المعز المحدث وذلك حين طلب منه السعيد بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل (ره) أن يخرج أحاديث صحاحا وشيئا مما ورد في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وصفاته وكتبت على الأنوار الشمع الاثني عشر التي حملت إلى مشهده صلى الله عليه وآله وأنا رأيتها، قال:
كان ربعة من الرجال أدعج العينين حسن الوجه كأنه القمر ليلة البدر حسنا