وحكم بتحقيقها وان أمرضته، وأعطى القيادة وإن كان حرونا، وجرى في سبل الوفاق وإن كن حزونا ووافق بوده لو قدر على الخلاف، وأعطى النصف من نفسه وهو بمعزل عن الانصاف، ولان نشر الفضيلة حسن لا سيما إذا نبه عليها الحسود، وقيام الحجة بشهادة الخصم أوكد وإن تعددت الشهود. ومليحة شهدت لها ضراتها والفضل ما شهدت به الأعداء ونقلت من كتب أصحابنا ما لم يتعرض الجمهور لذكره، فان النبي صلى الله عليه وآله مسألة إجماع، وإنما ذكرت شيئا من أحواله وصفاته تيمنا به صلى الله عليه وآله وتطريزا لديباجة هذا الكتاب باسمه وتزيينا له به صلى الله عليه وآله.
وأما أمير المؤمنين والحسن والحسين عليهم السلام فإنه يوجد من مناقبهم ومزاياهم في كتبهم ما لعله كاف شاف. وأما باقي الأئمة عليهم السلام فلا يكاد جماعة من أعيانهم وعلمائهم يعرفون أسماءهم ولو عرفوها ما عدوها متسقة متوالية فضلا عن غير ذلك هذا مع حرصهم على معرفة نقلة الاخبار والاشعار، وتدوين الكتب الطويلة في ذلك، بل معرفة أجلاف العرب ممن قال بيتا أو أرسل مثلا، بل معرفة المغنين والمغنيات، ومعرفة الابعاد ونسبة الأصوات بل معرفة المخانيث والمجانين والقصاص والمعلمين وغير ذلك مما لو عدد لطال مما لا يوجب أجرا ولا يخلد ذكرا، ويرغبون عن قوم جدهم النبي صلى الله عليه وآله، وأبوهم الوصي وأمهم فاطمة وجدتهم خديجة، وأخوالهم الطيب والطاهر والقاسم، وعمهم جعفر ذو الجناحين وقد شهد القرآن بطهارتهم، وحث الرسول صلى الله عليه وآله على حبهم ومودتهم وقد رأيت أنا في زماني من قضاتهم ومدرسيهم من لا يرى زيارة موسى بن جعفر عليهما السلام، وكانوا إذا زرناه قعدوا ظاهر السور ينتظروننا ويعودوا معنا، هذا مع زيارتهم قبور الفقراء والصوفية، وميلهم إلى البله