ابن الطريد، أنت تكلم أخي عبد الرحمن بما تكلمه! قال: فسكت مروان ولم يرد عليها شيئا، ورجعت عائشة إلى منزلها وتفرق الناس.
وكتب مروان إلى معاوية يخبره بذلك وبما كان من عبد الرحمن بن أبي بكر، فلما قرأ معاوية كتاب مروان أقبل على جلسائه فقال: عبد الرحمن شيخ قد خرف وقل عقله، ويجب أن نكف عنه ونحتمل ما يكون منه، فليس هذا من رأيه ولكن من رأي غيره، قال: ثم تهيأ معاوية يريد الحج.
ذكر خبر معاوية في خروجه إلى الحج ومما كان منه بمكة والمدينة إلى رجوعه قال: فطلعت أثقال معاوية ورحل إلى المدينة، فلما تقارب منها خرج الناس يلاقونه وفيمن خرج إليه عبد الرحمن بن أبي بكر (1) وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير والحسين بن علي، فلما نظر إليهم قطب في وجوههم ثم قال (2): ما أعرفني مفهمكم وطيشكم، فقال له الحسين: مهلا يا معاوية! فلسنا لهذه المقالة بأهل، فقال: بلى والله وأشد من هذا القول وأغلظ! فإنكم تريدون أمرا والله يأبى ما تريدون.
قال: ثم دخل إلى المدينة فنزلها، وأقبل إليه الناس مسلمين، وجعل كل من دخل إليه مسلما شكى إليه هؤلاء الأربعة، ثم جاءوا ليدخلوا عليه فلم يأذن لهم، فتركوه ومضوا إلى مكة.
قال: وخرج معاوية من منزله إلى المسجد الأعظم فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم ذكر ابنه يزيد في خطبته وقال: من أحق بالخلافة من ابني يزيد في فضله وهديه ومذهبه وموضعه من قريش! والله إني لأرى قوة ما يعيبونه، وما ظنهم