وتقسم بالسواء فلا غني * لضيم يشتكيك ولا فقير فكنت حمى وجئت على زمان * بعدل ظاهر منه الشرور (1) تقاسمت الرجال به هواها * فما تخفى ضغائنها الصدور وخاف الجاحدون (2) وكل باد * يقيم على المخافة أو يسير فلما قام سيف الله فيهم * زياد قام (3) أبلج مستنير (4) ذكر خطبة زياد بالبصرة وهي الخطبة التي لم يسبقه إلى مثلها أحد من أمراء البصرة (5) قال: ثم إن زيادا نادى في أهل البصرة فجمعهم، فلما تكاملوا في المسجد صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن الجهالة (6) الجهلاء والضلالة العمياء والغي الموقد لأهله النار (7) والنامي عليه علق الشنار ما يأتي به سفهاؤكم ويشتمل عليه حلماؤكم من الأمور العظام التي هي يشيب منها (8) الصغير ولا يتحاشى (9) منها الكبير، كأن لم تسمعوا نبي الله، ولم تعرفوا كتاب الله، ولم تعلموا ما أعد الله من الثواب الكريم لأهل طاعته، والعذاب الأليم لأهل معصيته (10) في اليوم
(٣٠٢)