كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٩
قال، ثم كتب إلى شبيب بن عامر بمثل هذه النسخة ليس فيها زيادة غير هذه الكلمات: واعلم يا شبيب أن الله ناصر من نصره وجاهد في سبيله - والسلام عليك ورحمة الله وبركاته -.
خبر أهل اليمن وتحريك شيعة عثمان بن عفان بها وخلافهم على علي بن أبي طالب قال: وتحركت شيعة عثمان بن عفان وخالفوا عليا رضي الله عنه وأظهروا البراءة منه (1)، قال: وباليمن يومئذ عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب (2) من قبل علي بن أبي طالب وكان مقيما بصنعاء (3)، فأرسل إلى جماعة من هؤلاء الذين خالفوا عليا فدعاهم ثم قال: يا هؤلاء! ما هذا الذي أنتم فيه من السعي في الفساد؟ وما أنتم والطلب بدم عثمان؟ وإنما أنتم قوم رعية، وقد كنتم قبل اليوم لازمين بيوتكم، فلما سمعتم بذكر هذه الغارات رفعتم رؤوسكم وخالفتم علينا! قال فقالوا: يا أمير!
إنا لم نزل نرى مجاهدة من سعى على أمير المؤمنين عثمان بن عفان.
قال: وأمر عبيد الله بن العباس بحبس رجال منهم فحبسوا. وبلغ ذلك قوما من أهل اليمن ممن كان يرى مخالفة علي رضي الله عنه، فكتبوا إلى عبيد الله بن عباس أن خل سبيل من في سجنك من إخواننا، وإلا فلا طاعة لك ولا لصاحبك علينا! قال: فأبى عبيد الله أن يخلي سبيلهم.
قال: فاستعصى أهل اليمن ومنعوا زكاة أموالهم وأظهروا العصيان، وكتب عبيد الله بن عباس بذلك إلى علي (4) وأخبره بما هم فيه أهل صنعاء من الخلاف

(١) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ١ / ٢٧٩ أن قوما بصنعاء كانوا من شيعة عثمان يعظمون قتله، لم يكن لهم نظام ولا رأس، فبايعوا عليا على ما في أنفسهم،... فلما اختلف الناس على علي بالعراق، وقتل محمد بن أبي بكر بمصر، وكثرت غارات أهل الشام تكلموا ودعوا إلى الطلب بدم عثمان ومنعوا الصدقات وأظهروا الخلاف (انظر الغارات لابن هلال الثقفي ص ٤٠٤).
(٢) كان أصغر من أخيه عبد الله بسنة، أي النبي (ص) وسمع منه، وحفظ عنه.
(٣) صنعاء: من مدن اليمن.
(٤) في شرح نهج البلاغة ١ / 280 وكتاب الغارات للثقفي أن عبيد الله بن عباس وسعيد بن نمران عامل علي على الجند، وقد أخرجوه عنها، كتبا إلى علي (رض) يخبرانه بخبر أهل اليمن. وانظر نسخة الكتاب فيه وفي كتاب الغارات للثقفي ص 405.
وانظر فيهما أيضا رد علي (رض) على كتابهما.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»
الفهرست