تفكره ففيما يبقى ويفنى، وجمع له لله: الحلم والصبر فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسنى (1)، والقيام لهم فيما جمع لهم الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم * وقد روى هذا الحديث بطوله الحافظ أبو عيسى الترمذي رحمه الله في كتاب شمائل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سفيان بن وكيع بن الجراح عن جميع بن عمر بن عبد الرحمن العجلي: حدثني رجل من ولد أبي هالة زوج خديجة يكنى أبا عبد الله سماه غيره يزيد بن عمر عن ابن لأبي هالة عن الحسن بن علي قال: سألت خالي فذكره وفيه حديثه عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب * وقد رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في الدلائل عن أبي عبد الله الحاكم النيسابوري لفظا وقراءة عليه: أنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله (2) بن الحسين [بن علي بن الحسين] (3) بن علي بن أبي طالب القعنبي (4) صاحب كتاب النسب ببغداد، حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو محمد بالمدينة سنة ست وستين ومائتين، حدثني علي بن جعفر بن محمد عن أخيه موسى بن جعفر عن جعفر بن محمد [عن أبيه محمد بن علي عن علي بن الحسين] (5) قال: قال الحسن: سألت خالي هند بن أبي هالة فذكره.
قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي رحمه الله في كتابه الأطراف بعد ذكره ما تقدم من هاتين الطريقين: وروى إسماعيل بن مسلم بن قعنب القعنبي، عن إسحاق بن صالح المخزومي، عن يعقوب التيمي، عن عبد الله بن عباس أنه قال لهند بن أبي هالة - وكان وصافا لرسول الله -:
صف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بعض هذا الحديث، وقد روى الحافظ البيهقي (6) من طريق صبيح بن عبد الله الفرغاني وهو ضعيف عن عبد العزيز بن عبد الصمد عن جعفر بن محمد عن أبيه، وعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة حديثا مطولا في صفة النبي صلى الله عليه وسلم قريبا من حديث هند بن أبي هالة. وسرده البيهقي بتمامه وفي أثنائه تفسير ما فيه من الغريب وفيما ذكرناه غنية عنه والله تعالى أعلم * وروى البخاري عن أبي عاصم الضحاك عن عمر بن سعيد بن أحمد بن حسين، عن ابن أبي مليكة عن عقبة بن الحارث قال: صلى أبو بكر العصر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بليال فخرج هو وعلي يمشيان، فإذا الحسن بن علي يلعب مع الغلمان، قال فاحتمله أبو بكر على