حدثنا الحسن بن سلام السواق، حدثنا محمد بن مقاتل الخراساني، حدثنا حصين (1) بن عمر الأحمسي، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد - أو (2) قيس بن أبي حازم - عن جرير بن عبد الله. قال:
بعث إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم [فأتيته] فقال: يا جرير لأي شئ جئت؟ قلت: أسلم على يديك يا رسول الله قال: فألقى علي كساء ثم أقبل على أصحابه فقال " إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه " ثم قال: يا جرير أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن تؤمن بالله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. وتصلي الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة ففعلت ذلك فكان بعد ذلك لا يراني إلا تبسم في وجهي (3)، هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله. قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. وأخرجاه في الصحيحين من حديث إسماعيل بن أبي خالد به. وهو في الصحيحين من حديث زياد بن علاثة عن جرير به. وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد، حدثنا زائدة، ثنا عاصم، عن سفيان يعني - أبا وائل - عن جرير. قال قلت يا رسول الله اشترط علي فأنت أعلم بالشرط قال: " أبايعك على أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتنصح المسلم، وتبرأ من الشرك ". ورواه النسائي من حديث شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن جرير وفي طريق أخرى عن الأعمش عن منصور عن أبي وائل عن أبي نخيلة عن جرير به فالله أعلم. ورواه أيضا عن محمد بن قدامة، عن جرير، عن مغيرة عن أبي وائل والشعبي عن جرير به ورواه عن جرير عبد الله بن عميرة رواه أحمد منفردا به وابنه عبيد الله بن جرير أحمد أيضا منفردا به وأبو جميلة وصوابه نخيلة ورواه أحمد والنسائي ورواه أحمد أيضا عن غندر عن شعبة عن منصور عن أبي وائل عن رجل عن جرير فذكره، والظاهر أن هذا الرجل هو أبو نخيلة البجلي. والله أعلم. وقد ذكرنا بعث النبي صلى الله عليه وسلم له حين أسلم إلى ذي الخلصة بيت كان يعبده خثعم وبجيلة وكان يقال له الكعبة اليمانية يضاهون به الكعبة التي بمكة ويقولون للتي ببكة الكعبة الشامية ولبيتهم الكعبة اليمانية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تريحني من ذي الخلصة فحينئذ شكى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يثبت على الخيل فضرب بيده الكريمة في صدره حتى أثرت فيه وقال: " اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا ". فلم يسقط بعد ذلك عن فرس ونفر إلى ذي الخلصة في خمسين ومائة راكب من قومه من أحمس فخرب ذلك البيت وحرقه حتى تركه مثل الجمل الأجرب، وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا يقال له: أبو أرطاة فبشره بذلك فبرك رسول الله صلى الله عليه وسلم على خيل أحمس ورجالها خمس مرات والحديث مبسوط في الصحيحين وغيرهما كما قدمناه بعد الفتح استطرادا بعد ذكر تخريب بيت العزى على يدي خالد بن