أحدثهم سنا - لان الصديق قال: يا رسول الله إني رأيت هذا الغلام من أحرصهم على التفقه في الاسلام، وتعلم القرآن. وذكر موسى بن عقبة أن وفدهم كانوا إذا أتوا رسول الله خلفوا عثمان بن أبي العاص في رحالهم فإذا رجعوا وسط النهار جاء هو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن العلم فاستقرأه القرآن فإن وجده، نائما ذهب إلى أبي بكر الصديق، فلم يزل دأبه حتى فقه في الاسلام (1) وأحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حبا شديدا.
قال ابن إسحاق: حدثني سعيد بن أبي هند، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عثمان بن أبي العاص. قال: كان من آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني إلى ثقيف قال " يا عثمان تجوز في الصلاة، وأقدر الناس بأضعفهم فإن فيهم الكبير والصغير والضعيف وذا الحاجة " وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أخبرنا سعيد الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن عثمان بن أبي العاص قال: قلت يا رسول الله اجعلني إمام قومي، قال: " أنت إمامهم فاقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا " رواه أبو داود والترمذي من حديث حماد بن سلمة به ورواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن إسماعيل بن علية عن محمد بن إسحاق كما تقدم. وروى أحمد: عن عفان، عن وهب، وعن معاوية بن عمرو عن زائدة كلاهما عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن داود بن أبي عاصم، عن عثمان بن أبي العاص أن آخر ما فارقه رسول الله حين استعمله على الطائف أن قال " إذا صليت بقوم فخفف بهم حتى وقت لي أقرأ باسم ربك الذي خلق، وأشباهها من القرآن " وقال أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، سمعت سعيد بن المسيب قال: حدث عثمان بن أبي العاص.
قال: آخر ما عهد إلي رسول الله أن قال: " إذا أممت قوما فخفف بهم الصلاة " (2) ورواه مسلم عن محمد بن مثنى وبندار كلاهما عن محمد بن جعفر عن عبد ربه. وقال أحمد حدثنا: أبو أحمد الزبيري، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، عن عبد الله بن الحكم أنه سمع عثمان بن أبي العاص يقول استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف، فكان آخر ما عهد إلي أن قال " خفف عن الناس الصلاة " تفرد به من هذا الوجه. وقال أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد، أخبرنا عمرو بن