يعقوب بن عتبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه يوم قرقرة الكدر مع نعم بني غطفان وسليم، فوهبه الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله منهم، لأنه رآه يحسن الصلاة فأعتقه، ثم قسم في الناس النعم فأصاب كل إنسان منهم سبعة أبعرة،، وكانوا مائتين.
ومنهم أبو الحمراء مولى النبي صلى الله عليه وسلم وخادمه، وهو الذي يقال إن اسمه هلال بن الحارث، وقيل ابن مظفر وقيل هلال بن الحارث بن ظفر السلمي، أصابه سبي في الجاهلية. وقال أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم: ثنا أحمد بن حازم، أنبأنا عبد الله بن موسى، والفضل بن دكين، عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي داود القاص عن أبي الحمراء قال: رابطت المدينة سبعة أشهر كيوم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي باب علي وفاطمة كل غداة فيقول: " الصلاة الصلاة، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " قال أحمد بن حازم، وأنبأنا عبيد الله بن موسى، والفضل بن دكين - واللفظ له - عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي داود عن أبي الحمراء قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل عنده طعام في وعاء فأدخله يده، فقال: " غششته! من من غشنا فليس منا " وقد رواه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم به. وليس عنده سواه. وأبو داود هذا هو نفيع بن الحارث الأعمى أحد المتروكين الضعفاء. قال عباس الدوري، عن ابن معين: أبو الحمراء صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه هلال بن الحارث، كان يكون بحمص، وقد رأيت بها غلاما من ولده وقال غيره كان منزله خارج باب حمص. وقال أبو الوازع عن سمرة: كان أبو الحمراء في الموالي.
ومنهم أبو سلمى راعي النبي صلى الله عليه وسلم، ويقال أبو سلام واسمه حريث. قال أبو القاسم البغوي: ثنا كامل بن طلحة، ثنا عباد بن عبد الصمد، حدثني أبو سلمة راعي النبي صلى الله عليه وسلم قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من لقي الله يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وآمن بالبعث والحساب، دخل الجنة ". قلنا أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه ثم قال: أنا سمعت هذا منه غير مرة، ولا مرتين، ولا ثلاث، ولا أربع. لم يورد له ابن عساكر سوى هذا الحديث. وقد روى له النسائي في اليوم والليلة آخر، وأخرج له ابن ماجة ثالثا.
ومنهم أبو صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم. قال أبو القاسم البغوي: ثنا أحمد بن المقدام، ثنا معتمر، ثنا أبو كعب، عن جده بقية عن أبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يوضع له نطع ويجاء بزبيل فيه حصى فيسبح به إلى نصف النهار، ثم يرفع فإذا صلى الأولى سبح حتى يمسي.
ومنهم أبو ضميرة مولى النبي صلى الله عليه وسلم والد ضميرة المتقدم، وزوج أم ضميرة. وقد تقدم في ترجمة ابنه طرف من ذكرهم وخبرهم في كتابهم. وقال محمد بن سعد في الطبقات: أنبأنا إسماعيل بن عبد الله بن أويس المدني، حدثني حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة أن الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ضميرة: بسم الله الرحمن الرحيم. كتاب من محمد رسول الله لأبي ضميرة وأهل بيته، إنهم كانوا أهل بيت من العرب، وكانوا ممن أفاء الله على رسوله فأعتقهم. ثم خير أبا ضميرة إن