إلى منى، واليوم التاسع يقال له يوم عرفة لوقوفهم فيه بها، واليوم العاشر يقال له يوم النحر ويوم الأضحى ويوم الحج الأكبر، واليوم الذي يليه يقال له يوم القر لأنهم يقرون فيه، ويقال له يوم الرؤوس لأنهم يأكلون فيه رؤوس الأضاحي وهو أول أيام التشريق، وثاني أيام التشريق يقال له:
يوم النفر الأول لجواز النفر فيه، وقيل هو اليوم الذي يقال له يوم الرؤوس، واليوم الثالث من أيام التشريق يقال له: يوم النفر الآخر. قال الله تعالى: * (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه) * الآية [البقرة: 203]. فلما كان يوم النفر الآخر وهو اليوم الثالث من أيام التشريق وكان يوم الثلاثاء ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه فنفر بهم من منى فنزل المحصب وهو واد بين مكة ومنى فصلى به العصر. كما قال البخاري: حدثنا محمد بن المثنى، ثنا إسحاق بن يوسف، ثنا سفيان الثوري عن عبد العزيز بن رفيع. قال سألت أنس بن مالك: أخبرني عن شئ عقلته (1) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أين صلى الظهر يوم التروية؟ قال: بمنى. قلت: فأين صلى العصر يوم النفر؟ قال:
بالأبطح (2)، افعل كما يفعل أمراؤك. وقد روى أنه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم النفر بالأبطح وهو المحصب. فالله أعلم. قال البخاري: حدثنا عبد المتعال بن طالب، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن قتادة حدثه أن أنس بن مالك حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه صلى الظهر والعصر [والمغرب] (3) والعشاء، ورقد رقدة في المحصب ثم ركب إلى البيت فطاف به. قلت - يعني طواف الوداع -. وقال البخاري ثنا عبد الله بن عبد الوهاب، ثنا خالد بن الحارث. قال: سئل عبيد الله (4) عن المحصب فحدثنا عبيد الله عن نافع قال: نزل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعمر وابن عمر. وعن نافع: أن ابن عمر كان يصلي بها - يعني المحصب - والظهر والعصر أحسبه قال: والمغرب قال خالد: لا أشك في العشاء ثم يهجع هجعة ويذكر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الإمام أحمد: ثنا نوح بن ميمون، أنبأنا عبد الله، عن نافع عن ابن عمر. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان نزلوا المحصب هكذا رأيته في مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله العمري عن نافع. وقد روى الترمذي هذا الحديث عن إسحاق بن منصور وأخرجه ابن ماجة عن محمد بن يحيى كلاهما عن عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان ينزلون الأبطح. قال الترمذي: وفي الباب عن عائشة وأبي رافع وابن عباس وحديث ابن عمر حسن غريب. وإنما نعرفه من حديث عبد الرزاق عن عبيد الله بن عمر به. وقد رواه مسلم: عن محمد بن