عبد الله بن حماد الآملي، ثنا محمد بن أبي معشر، أخبرني أبي، عن نافع عن ابن عمر. قال:
قال عمر رضي الله عنه: بينا نحن قعود مع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل من جبال تهامة إذ أقبل شيخ بيده عصا، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد [عليه السلام] ثم قال: " نغمة جن وغمغمتهم من أنت؟ " قال أنا هامة بن هيم بن لاقيس بن إبليس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فما بينك وبين إبليس إلا أبوان، فكم أتى لك من الدهر " قال: قد أفنيت الدنيا عمرها إلا قليلا ليالي قتل قابيل هابيل كنت غلاما ابن أعوام أفهم الكلام، وأمر بالآكام، وآمر بافساد الطعام، وقطيعة الأرحام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بئس عمل الشيخ المتوسم، والشباب المتلوم " قال ذرني من الترداد إني تائب إلى الله عز وجل، إني كنت مع نوح في مسجده مع من آمن به من قومه، فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى وأبكاني، وقال: لا جرم إني على ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. قال: قلت: يا نوح إني كنت ممن اشترك في دم السعيد الشهيد هابيل بن آدم فهل تجد لي عندك توبة؟ قال: يا هام هم بالخير وافعله قبل الحسرة والندامة، إني قرأت فيما أنزل الله علي أنه ليس من عبد تاب إلى الله بالغ أمره ما بلغ إلا تاب الله عليه، قم فتوضأ وأسجد لله سجدتين.
قال: ففعلت من ساعتي ما أمرني به. فناداني: أرفع رأسك فقد نزلت توبتك من السماء فخررت لله ساجدا، قال: وكنت مع هود في مسجده مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى عليهم وأبكاني، فقال: لا جرم إني على ذلك من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، قال: وكنت مع صالح في مسجده، مع من آمن به من قومه فلم أزل أعاتبه على دعوته على قومه حتى بكى وأبكاني وقال: أنا على ذلك من النادمين، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وكنت أزور يعقوب، وكنت مع يوسف في المكان الأمين، ومنت ألقى الياس في الأودية وأنا ألقاه الآن، وإني لقيت موسى بن عمران فعلمني من التوراة وقال: إن لقيت عيسى ابن مريم فأقره مني السلام. وإني لقيت عيسى ابن مريم فأقرأته عن موسى السلام، وإن عيسى قال: إن لقيت محمدا صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عينيه فبكى ثم قال:
وعلى عيسى السلام، ما دامت الدنيا، وعليك السلام يا هام بأدائك الأمانة. قال: يا رسول الله افعل بي ما فعل موسى إنه علمني من التوراة، قال: فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وقعت الواقعة والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت، والمعوذتين، وقل هو الله أحد، وقال:
" ارفع إلينا حاجتك يا هامة، ولا تدع زيارتنا ". قال عمر: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعد إلينا فلا ندري الآن أحي هو أم ميت؟ ثم قال البيهقي: ابن أبي معشر هذا قد روى عنه الكبار إلا أن أهل العلم بالحديث يضعفونه. وقد روي هذا الحديث من وجه آخر هو أقوى منه والله أعلم (1).