ذكر عدة حوادث وفي هذه السنة سير الظاهر جيشا من مصر مقدمهم أنوشتكين البريدي فقتل صالح بن مرداس وملك نصر بن صالح مدينة حلب وقد تقدم ذكره في سنة اثنتين وأربعمائة.
وفيها سقط في البلاد برد عظيم، وكان أكثره بالعراق وارتفعت بعده ريح شديدة سوداء فقلعت كثيرا من الأشجار بالعراق فقلعت شجرا كبارا من الزيتون من شرقي النهروان وألقته على بعد من غربيها وقلعت نخلة من أصلها وحملتها إلى دار بينها وبين موضع هذه الشجرة ثلاث دور وقلعت سقف مسجد الجامع ببعض القرى.
وفيها في ذي القعدة تولى أبو عبد الله بن ماكولا قضاء القضاة.
وفيها توفي أبو الحسن علي بن عيسى الربعي النحوي عن نيف وتسعين سنة وأخذ النحو عن أبي علي الفارسي، وأبي سعيد السيرافي وكان فكها كثير الدعابة فمن ذلك أنه كان يوما على شاطئ دجلة ببغداد والملك جلال الدولة والمرتضى والرضي كلاهما في سمارية ومعهما عثمان بن جني النحوي فناداه الربعي أيها الملك ما أنت صادق في تشيعك بعلي بن أبي طالب يكون عثمان إلى جانبك وعلي يعني نفسه ههنا فأمر بالسميرية فقربت إلى الشاطئ وحمله معه.