الدولة آخر ربيع الأول سنة إحدى وعشرين [وأربعمائة]، فاقتتلوا ثلاثة أيام وانهزم أبو كاليجار وقتل من أصحابه ألفا رجل ووصل إلى الأهواز بأسوأ حال فأتاه العادل بن مافنة بمال فحسنت حاله.
وأما جلال الدولة فإنه عاد واستولى على واسط وجعل ابنه العزيز وأصعد إلى بغداد ومدحه المرتضى ومهيار وغيرهما وهنأوه بالظفر.
ذكر حال دبيس بن مزيد بعد الهزيمة لما عاد دبيس بن مزيد الأسدي وفاروق أبا كاليجار وصل إلى بلده وكان قد خالف عليه قوم من بني عمه ونزلوا الجامعين فأتاهم وقاتلهم فظفر بهم وأسر منهم جماعة منهم شبيب وسرايا ووهب بنو حماد بن مزيد، وأبو عبد الله الحسن بن أبي الغنائم بن مزيد وحملهم إلى الجوسق.
ثم ان المقلد بن أبي الأغر بن مزيد وغيره اجتمعوا ومعهم عسكر من جلال الدولة وقصدوا دبيسا وقاتلوه فانهزم منهم وأسر وغيره بني عمه خمسة عشر رجلا فنزل المعتقلون بالجوسق وهم شبيب وأصحابه إلى حلله فحرسوها وسار دبيس منهزما إلى السندية إلى نجدة الدولة أبي منصور كامل بن قراد فاستصحبه إلى أبي سنان غريب بن مقن حتى أصلح أمره مع جلال الدولة وعسكره وتكفل به وضمن عنه عشرة آلاف دينار سابورية إذا أعيد إلى ولايته فأجيب إلى ذلك وخلع عليه.