أذن له في إعادته ففعل.
وأرسل جلال الدولة مؤيد الملك أبا علي الرخجي إلى الأثير عنبر الخادم وهو عند قرواش وقد ذكرنا ذلك يعرفه اعتضاده به واعتماده عليه ومحبته له ويعتذر إليه عن الأتراك فعذرهم وقال هم أولاد أخوة.
ذكر وفاة أبي القاسم بن المغربي وأبي الخطاب أما أبو القاسم المغربي فتوفي هذه السنة بميافارقين وكان عمره ستا وأربعين سنة ولما أحس بالموت كتب كتابا على نفسه إلى كل من يعرفه من الأمراء والرؤساء الذين بينه وبين الكوفة ويعرفهم أن حظية له توفيت وأنه قد سير تابوتها إلى مشهد أمير المؤمنين علي عليه السلام وخاطبهم في المراعاة لمن في صحبته وكان قصده أن لا أحد لتابوته بمنع وينطوي خبره فلما توفي سار به أصحابه كما أمرهم وأوصلوا الكتب فلم يعرض أحد إليه فدفن بالمشهد ولم يعلم أحد به إلا بعد دفنه.
ولأبي الحسن شعر حسن فمنه هذه الأبيات:
(وما ظبية أدماء تحنو على طلا * ترى الإنس وحشا وهي تأنس بالوحش) (غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعته * فلم تلف شيئا من قوائمه الحمش) (فطافت بذاك القاع ولهى فصادفت * سباع الفلا ينهشنه أيما نهش)