فعرف المقلد الحال ومعه جمع من خفاجة فهبوا مطير أباد والنيل وسورا أقبح نهب واستاقوا مواشيها وأحرقوا منازلها وعبر المقلد دجلة إلى أبي الشوك وأقام عنده إلى ان أحكم أمره.
ذكر عصيان زناتة ومحاربتهم بأفريقية في هذه السنة تجمعت زناتة وعاودت الخلاف على المعز بأفريقية فبلغ ذلك المعز فجمع عساكره وسار إليهم بنفسه فالتقوا بموضع يعرف بحمديس الصابون ووقعت الحرب بين الطائفتين واشتد القتال فانهزمت زناتة وقتل منهم عدد كبير وأسر مثلهم وعاد المعز ظافرا غانما.
ذكر ما فعله يمين الدولة وولده بعده بالغز في هذه السنة أوقع يمين الدولة بالأتراك الغزية وفرقهم في بلاده لأنهم كانوا قد أفسدوا فيها وهؤلاء كانوا أصحاب أرسلان بن سلجوق التركي وكانوا بمفازة بخارى فلما عبر يمين الدولة النهر إلى بخارى هرب علي تكين صابها منه على ما نذكره.
وحضر أرسلان بن سلجوق يمين الدولة فقبض عليه وسجنه ببلاد الهند وأسرى إلى خركاهاته فقتل كثيرا من أصحابه وسلم منهم خلق كثير فهربوا منه ولحقوا بخراسان فأفسدوا فيها ونهبوا هذه السنة فأرسل إليهم