386 ثم دخلت سنة ست وثمانين وثلاثمائة ذكر وفاة العزيز بالله وولاية ابنه الحاكم وما كان من الحروب إلى أن استقر أمره في هذه السنة توفي العزيز أبو منصور نزار بن المعز أبي تميم معد العلوي صاحب مصر لليلتين بقيتا من رمضان وعمره اثنتان وأربعون سنة وثمانية أشهر ونصف بمدينة بلبيس وكان برز إليها لغزو الروم فلحقه عدة أمراض منها النقرس والحصار والقولنج فاتصلت به إلى أن مات.
وكانت خلافته إحدى وعشرين سنة وخمسة أشهر ونصفا ومولده بالمهدية من أفريقية.
وكان أسمر طويلا أصهب الشعر عريض المنكبين عارفا بالخيل والجوهر قيل إنه ولى عيسى بن نسطورس النصراني كتابته واستناب بالشام يهوديا اسمه منشا فاعتز بهما النصارى واليهود وآذوا المسلمين فعمد أهل مصر وكتبوا قصة وجعلوها في يد صورة عملوها من قراطيس، فيها بالذي أعز اليهود بمنشا والنصارى بعيسى بن نسطورس وأذل المسلمين بك الا كشفت ظلامتي وأقعدوا تلك الصورة على طريق العزيز والرقعة بيدها فلما رآها أمر بأخذها فلما قرأ ما فيها ورأى الصورة من قراطيس