معه عسكرا كثيفا وسيرهم إلى أبي العباس فأتى إلى واسط وعمل ما يحتاج إليه من سفن وغيرها، وسار إلى البطائح وفرق جنده في البلاد لتقرير قواعدها.
وسمع أبو العباس بمسيره إليه فأصعد إليه من البصرة وأرسل يقول له ما أحوجك تتكلف الانحدار وقد أتيتك فخذ لنفسك.
ووصل إلى عميد الجيوش وهو على تلك الحال من تفرق العسكر عنه فلقيه فيمن معه بالصليق فانهزم عميد الجيوش ووقع من معه بعضهم على بعض ولقي عميد الجيوش شدة إلى أن وصل إلى واسط وذهب ثقله وخيامه وخزائنه، فأخبره خازنه أنه قد دفن في الخيمة ثلاثين ألف دينار وخمسين ألف درهم فأنفذ [من] أحضرها فقوي بها. ونذكر باقي خير البطائح سنة خمس وتسعين [وثلاثمائة].
ذكر عدة حوادث في هذه السنة قلد بهاء الدولة النقيب أبا أحمد الموسوي والد الشريف الرضي نقابة العلويين بالعراق وقضاء القضاة والحج والمظالم وكتب عهده بذلك من شيراز ولقب الطاهر ذا المناقب فامتنع الخليفة من تقليده قضاء القضاة وأمضى ما سواه.
وفيها خرج الأصيفر المنتفقي على الحاج وحصرهم بالبطانية وعزم على أخذهم، وكان فيهم أبو الحسن الرفاء وأبو عبد الله الدجاجي وكانا يقرأن القرآن بأصوات لم يسمع مثلها، فحضرا عند الأصيفر وقرأ القرآن فترك الحجاج وعاد وقال لهما قد تركت لكما ألف ألف دينار.