ذكر وفاة علي بن مزيد وإمارة ابنه دبيس في هذه السنة في ذي القعدة توفي أبو الحسن علي بن مزيد الأسدي وقام بعده ابنه نور الدولة أبو الأغردبيس، وكان أبوه قد جعله ولي عهده في حياته وخلع عليه سلطان الدولة وأذن في ولايته، فلما توفي والده اختلفت العشيرة على دبيس فطلب اخوه المقلد بن أبي الحسن على الإمارة وسار إلى بغداد وبذل للأتراك بذولا كثيرة ليعاضدوه، فسار معه منهم جمع كثير وكبسوا دبيسا بالنعمانية ونهبوا حلته، فانهزم إلى نواحي واسط وعاد الأتراك إلى بغداد، وقام الأثير الخادم بأمر دبيس حتى ثبت قدمه ومضى المقلد أخوه إلى بني عقيل، ونذكر باقي أخباره موضعها إن شاء الله تعالى.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة ضعف أمر الديلم ببغداد وطمع فيهم العامة فانحدروا إلى واسط فخرج إليهم عامتها وأتراكها فقاتلوهم فدفع الديلم عن أنفسهم وقتلوا من أتراك واسط وعامتها خلقا كثيرا وعظم أمر العيارين ببغداد فأفسدوا ونهبوا الأموال.
وفيها توفي الحاجب أبو طاهر سباشي المشطب كان كثير المعروف وأبو الحسن الهماني وكان متولي البصرة وغيرها وهو الذي مدحه مهيار بقوله:
(استنجد الصبر فيكم وهو مغلوب)