أكرم منك فقال المنصور وكيف ذلك قال لأنك جدت علي بالمال وأنا جدت عليك بنفسي فاستعمله المنصور على طبنة وزوج ابنه ببعض بنات سعيد فلامه على ذلك بعض أهله فقال كان أبي وجدي يستتبعانهم بالسيف و [أما] أنا فمن رماني برمح رميته بكيس حتى تكون مودتهم طبعا واختيارا.
ورجع سعيد إلى أهله وبقي إلى سنة إحدى وثمانين [وثلاثمائة] ثم عاد إلى المنصور زائرا فاعتل سعيد أياما وتوفي أول رجب ثم قدم فلفل بن سعيد على المنصور فأحسن إليه وحمل إليه مالا كثيرا فرده إلى طبنة ولاية أبيه.
ذكر خلاف عم المنصور عليه في هذه السنة أيضا خالف أبو البهار عم المنصور بن يوسف بلكين صاحب أفريقية عليه لشيء جرى عليه من المنصور لم يحمله له لعزة نفسه فسار المنصور إليه بتاهرت ففارقها عمه إلى الغرب بمن معه من أهلها وأصحابه ودخل عسكر المنصور تاهرت فانتهبوها ثم طلب أهلها الأمان فأمنهم ثم سار في طلب عمه حتى جاوز تاهرت بسبع عشرة مرحلة ولقي العسكر شدة وقصد عمه زيري بن عطية صاحب فاس فأكرمه وأعلى محله وبقي جنده يغيرون على نواحي المنصور.
وفي سنة احدى وثمانين وثلاثمائة قصدوا النواحي المجاورة لفاس فأوقعوا