وكان سبب ذلك أنه أكل لحما مشويا وأكل بعده عنبا فأخذه المغس ثم اشتد مرضه فمات منه فلما مات كانت مفاتيح الخزائن بالري عند أم ولده مجد الدولة فطلبوا له كفنا فلم يجدوه وتعذر النزول إلى البلد لشدة شغب الديلم فاشتروا له من قيم الجامع ثوبا كفنوه فيه وزاد شغب الجند فلم يمكنهم دفنه فبقي حتى أنتن ثم دفنوه.
وحين توفي قام بملكه بعده ولده مجد الدولة أبو طالب رستم وعمره أربع سنين أجلسه الأمراء في الملك وجعلوا أخاه شمس الدولة بهمذان وقرميسين إلى حدود العراق وكان المرجع إلى والدة أبي طالب ففي تدبير الملك وعن رأيها يصدرون وبين يديها في مباشرة الأعمال صاحب فخر الدولة وأبو العباس الضبي الكافي.
ذكر وفاة مأمون بن محمد وولاية ابنه علي وفيها توفي مأمون بن محمد صاحب خوارزم والجرجانية فلما توفي اجتمع أصحابه على ولده علي وبايعوه واستقر ما كان لأبيه وراسل يمين الدولة محمود بن سبكتكين وخطب إليه أخته فزوجه واتفقت كلمتهما وصارا يدا واحدة إلى أن مات علي وقام بعده أخوه أبو العباس مأمون بن مأمون واستقر في الملك فأرسل إلى يمين الدولة يخطب أخته أيضا فأجابه إلى ذلك وزوجه فداما أيضا على الاتفاق والاتحاد مدة.
وسيرد من أخباره معه سنة سبع وأربعمائة إن شاء الله تعالى ما تقف عليه.