ذكر عزل بكجور عن دمشق في هذه السنة عزل بكجور عن دمشق.
وسبب ذلك انه أساء السيرة في دمشق وفعل الأعمال الذميمة وكان الوزير يعقوب بن كلس منحرفا عنه يسيء الرأي فيه وانضاف إلى ذلك ما فعله بأصحابه بدمشق على ما ذكرناه فلما بلغه فعله بدمشق تحرك في عزله وقبح ذكره عند العزيز بالله فأجابه إلى ذلك فجهزت العساكر من مصر مع القائد منير الخادم فساروا إلى الشام.
فجمع بكجور العرب وغيرها وخرج فلقي العسكر المصري عند داريا وقاتلهم فاشتد القتال بينهم فانهزم بكجور وعسكره وخاف من وصول نزال والي طرابلس وكان قد كوتب من مصر بمعاضدة منير فلما انهزم بكجور خاف ان يجيء نزال فيؤخذ فأرسل يطلب الأمان ليسلم البلد إليهم فأجابوه إلى ذلك فجمع ماله جميعه وسار وأخفى أثره لئلا يغدر المصريون به وتوجه إلى الرقة فاستولى عليها وتسلم منير البلد ففرح أهله وسرهم ولايته وسنذكر سنة احدى وثمانين باقي أخباره إن شاء الله تعالى.
ذكر ظفر الأصفر بالقرامطة في هذه السنة جمع انسان يعرف بالأصفر من بني المنتفق جمعا كثيرا وكان بينه وبين جمع من القرامطة وقعة شديدة قتل فيها مقدم القرامطة وانهزم أصحابه