وكان في ابتداء أمره قد حج فلما قضى حجه أتى المديني وزار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقط على منكبيه قطعة من الخلوق الذي على حائط الحجرة فقال له أحد القوام أيها الشيخ إني أبشرك ولي الحياء والكرامة إذا بلغتك أنك تلي ولاية عظيمة وهذا الخلوق دليل على ذلك.
فلم يحل عليه الحول حتى ولي الوزارة وأحسن إلى ذلك الرجل وراعاه.
وكان يتفقه على مذهب أبي حنيفة وكان قاضيا بالرملة يكرم العلماء ويحسن إليهم ويجالسهم وكان ابتداء أمره كابتداء أمر رئيس الشهداء والقضاء وكانت سعادتهما متفقه ونهايتهما مقاربة.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة زاد الغلاء ببغداد والعراق حتى بيعت الكارة الدقيق السميد بثلاثة عشر دينارا والكارة من الشعير والذرة بثمانية دنانير وأكل الناس الميتة والكلاب وغيرها وكثر الوباء حتى عجز الناس عن دفن الموتى فكانوا يجعلون الجماعة في الحفيرة.
وفيها في ربيع الأول توفي أو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري الأديب وله نحو ست وثمانين سنة وعلمه أشهر من أن يذكر إلا أن أكثر الناس يرمونه بالزندقة وفي شعره ما يدل على ذلك حكي أنه قال يوما