وطبرستان وما يستضيف إلى هذه الأعمال ويضمن في ذلك مالا كثيرا وعنى به نصر الحاجب حتى أنفذ إليه الكتب بالولاية ووصله المقتدر من المال الذي ضمن بمائة ألف درهم وأمر بمائدة تقام له في كل شهر من شهور الأهلة بخمسة آلاف درهم وأقطعه من ضياع السلطان بالري ما يقوم في كل سنة بمائة ألف درهم (وفى هذه السنة) ركب المقتدر إلى الميدان وركب بأثره علي بن عيسى الوزير ليلحقه فنفرت دابته وسقط سقطة مؤلمة وأمر الخليفة أصحاب الركاب بإقامته وحمله على دابته فأنهضوه وحملوه وقيلت فيه أشعار منها سقوطك يا علي لكسف بال * وخزي عاجل وسقوط حال فما قلنا لعا لك بل سررنا * وكان لما رجونا خير فال أضعت المال في شرق وغرب * فلم يحظ الامام بجمع مال قال وكان علي بن عيسى بخيلا فأبغضه الناس لذلك (ووردت الاخبار) بدخول صاحب إفريقية الإسكندرية وتغلبه على برقة وغيرها وكتب تكين الخاصة والى مصر يطلب المدد ويستصرخ السلطان فعظم ذلك على المقتدر ورجاله وكانوا من قبل مستخفين بأمر عبيد الله الشيعي وبأبي عبد الله القائم بدعوته وكانوا قد فحصوا عن نسبه ومكانه وباطن أمره قال محمد بن يحيى الصولي حدثنا أبو الحسن علي بن سراج المصري وكان حافظا لاخبار الشيعة أن عبيد الله هذا القائم بإفريقية هو عبيد الله بن عبد الله بن سالم من أهل عسكر مكرم ابن سندان الباهلي صاحب شرطة زياد ومن مواليه وسالم جده قتله المهدى على الزندقة قال وأخبرني غير ابن سراج أن جده كان ينزل بنى سهم من باهلة بالبصرة وكان يدعى أنه يعرف مكان الإمام القائم وله دعاة في النواحي يجمعون له المال بسببه فوجه إلى ناحية المغرب رجلا يعرف بأبي عبد الله الصوفي المحتسب فأرى الناس نسكا ودعاهم سرا إلى طاعة الامام فأفسد على زيادة الله ابن الأغلب القيروان وكان عبيد الله هذا مقيما بسلمية مدة ثم خرج إلى مصر فطلب بها وظفر به محمد بن سليمان فأخذ منه مالا وأطلقه ثم ثار المحتسب على ابن الأغلب
(٣٦)