علوي وأن ابن أبي الساج كان يعتقله وأنه هرب منه فأجرى له ثلثمائة دينار في المجتازين وكتب إلى ابن أبي الساج بذلك فدس إليه من يناظره عن نسبه وكان قد تزوج بامرأة ابن أبي ناظرة وهى ابنة الحسن بن محمد بن أبي عون فأحضر ابن طومار النقيب فناظره وكان دعيا فسلم إلى نزار بن محمد صاحب الشرطة ببغداد فوضعه في الحبس * وفى شوال من هذه السنة دخل مونس الخادم إلى الري لمحاربة ابن أبي الساج بعد أن هزم ابن أبي الساج خاقان المفلحي فما ترك أحدا من أصحابه يتبعه ولا يأخذ من أصحابه شيئا ودخل ابن الفرات إلى المقتدر بالله فأعلمه أن على ابن عيسى كتب إلى ابن أبي الساج يأمره أن يصير إلى الري حيلة على الخليفة وتدبيرا عليه فسمع المقتدر بالله هذا الكلام من ابن الفرات فلما خرج سأل على ابن عيسى عنه وكان محبوسا عنده في داره فقال له على الناحية التي أنهضت إليها ابن أبي الساج منغلقة بأخي صعلوك فكتبت إليه بمحاربته ولا أبالى من قتل منهما وقد استأذنت أمير المؤمنين في فعلى هذا فأذن فيه وسألته التوقيع به فوقع وتوقيعه عندي فأحضر التوقيع فحسن موقع ذلك له من المقتدر ووسع على علي بن عيسى في محبسه ولم يضيق عليه (وفيها) ورد الخبر بقتل عثمان العنزي القائد والى طريق خراسان وأدخل بغداد في تابوت ثم ظفر بقاتله وكان رجلا كرديا من غلامن علان الكردي فضرب وثقل بالحديد حتى مات (وفيها) وردت هدايا أحمد بن هلال صاحب عمان على المقتدر بالله وفيها ألوان الطيب ورماح وطرائف من طرائف البحر فيها طير صيني اسود يتكلم أفصح من الببغا بالهندية والفارسية وفيها ظباء سود (وفيها) قدم القاسم بن سيما الفرغاني من مصر بعد أن عظم بلاؤه وحسن أثره في حرب حباسة قائد الشيعة بمصر وكان أهل مصر قد هزموا ودار سيف أهل المغرب بهم حتى لحقهم القاسم فنجاهم كلهم وهزم حباسة وأصحابه فركبوا الليل ووردت كتب أهل مصر وصاحب البريد بها يذكرون جليل فعله وحسن مقامه وهو لا يشك في أن السلطان يجزل له العطاء ويقطعه الاقطاع الخطيرة ويوليه الأعمال العالية فلما
(٤٧)