من شهر رضمان ولم يتخلف أحد عن جنازته من الرؤساء وصلى عليه القاضي محمد ابن يوسف ودفن بطرف الرصافة وكان جليل القدر عند السلطان فلما مات قلد ابنه الحسن ما كان يتولاه من عرض الجيوش فجلس ونظر وعاقب وأطلق وفرق سائر الأعمال التي كانت إلى مونس على جماعة من القواد الذين كانوا في رسمه وضم أصحابه إلى ملازمة أبى العباس بن المقتدر ولم يخلع على الحسن بن مونس للولاية مكان أبيه فعلم أن ولايته لا تتم وعزل بعد شهرين وعزل محمد بن عبيد الله بن طاهر وكان خليفته على الجانب الشرقي وقدم مكانه بدر الشرابي وعزل خزرى بن موسى خليفة مونس على الجانب الغربي وولى مكانه إسحاق الاشروسى؟؟ وولى شفيع اللؤلؤي البريد وسمى شفيعا الأكبر * وورد الخبر في شعبان بأن أحمد بن إسماعيل ابن أحمد صاحب خراسان قتله غلمانه غيلة على فراشه وكان قد أخاف بعضهم فتواطؤا على قتله ثم اجتمع سائر غلمانه فضبطوا الامر وبايعوا لابنه نصر بن أحمد وورد كتابه على المقتدر يسأله تجديد العهد له ووردت كتب عمومته وبنى عمه يسأله كل واحد منهم ناحية من نواحي خراسان فأفرد الخليفة بالولاية ابنه وتم له الامر قال الصولي شهدت في هذا العام بين يدي محمد بن عبيد الله الوزير مناظرة كانت بين ابن الجصاص وإبراهيم بن أحمد الماذرائي فقال إبراهيم بن أحمد الماذرائي في بعض كلامه لابن الجصاص مائة ألف دينار من مالي صدقة لقد أبطلت في الذي حكيته وكذبت فقال له ابن الجصاص قفيز دنانير من مالي صدقة لقد صدقت أنا وأبطلت أنت فقال له ابن الماذرائي من جهلك أنك لاتعلم أن مائة ألف دينار أكثر من قفيز دنانير فعجب الناس من كلامهما قال الصولي وانصرفت إلى أبى بكر بن حامد فخبرته الخبر فقال نعتبر هذا بمحنة فأحضر كيلجة وملاها دنانير ثم وزنها فوجد فيها أربعة آلاف دينار فنظرنا فإذا القفيز ستة وتسعون ألف دينار كما قال الماذرائي (وفى هذه السنة) مات أبو بكر جعفر بن محمد المعروف بالفاريابي المحدث لأربع بقين من المحرم وصلى عليه ابنه ودفن في مقابر الشونيزية (وفيها) توفى عبد الله بن محمد بن ناجية المحدث وكان مولده سنة 210
(٣٢)