فاستبشر المسلمون بذلك (وحج بالناس) في هذه السنة الفضل بن عبد الملك ابن عبد الله بن العباس بن محمد ثم دخلت سنة 292 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس ففيها وجه صاحب البصرة إلى السلطان رجلا ذكر أنه أراد الخروج عليه وصار إلى واسط مخالفا بها فأقصد إليه من يقبض عليه وعلى قوم ذكروا أنهم بايعوه ووجه بهم إلى بغداد فحمل هذا الرجل على فالج وبين يديه ابن له صبي على جمل ومعه سبعة وثلاثون رجلا على جمال عليهم برانس الحرير وأكثرهم يستغيث ويبكى ويحلف أنه برئ فأمر المكتفى بحبسهم (وفى هذه السنة) أغارت الروم على مرعش ونواحيها فنفر أهل المصيصة وطرسوس وأصيبت جماعة من المسلمين فيهم أبو الرجال بن أبي بكار (وفيها) انتهى محمد بن سليمان الكاتب إلى أحواز مصر لحرب هارون ووجه إليه المكتفى في البحر دميانة وأمره بدخول النيل وقطع المواد عمن بمصر من الجند فمضى وقطع عن أهل مصر الميرة وزحف إليهم محمد ابن سليمان على الظهر حتى دنا من الفسطاط وكاتب القواد الذين بها فخرج إليه بدر الحمامي وكان رئيس القوم ثم تتابع قواد مصر بالخروج إليه والاستئمان له فلما رأى ذلك هارون ومن بقى معه خرجوا محاربين لمحمد بن سليمان وكانت بينهم وقعات ثم إنها وقعت بين أصحاب هارون في بعض الأيام عصبية اقتتلوا فيها فخرج إليهم هارون ليسكنهم فرماه بعض المغاربة بسهم فقتله وبلغ محمد بن سليمان الخبر فدخل هو ومن معه الفسطاط واحتووا على دور آل طولون وأموالهم وتقبض على جميعهم وهم بضعة عشر رجلا فقيدهم وحبسهم واستصفى أموالهم وكتب بالفتح إلى المكتفى وكانت هذه الوقيعة في صفر وكتب إلى محمد بن سليمان في إشخاص آل طولون إلى بغداد وألا يبقى منهم أحدا بمصر ولا الشأم ففعل ذلك (ولثلاث) خلون من ربيع الأول سقط الحائط من الجسر الأول على جثة
(٦)