ذكر البيعة لابن المعتز وفى غد هذا اليوم خلع المقتدر خلعه القواد والكتاب وقضاة بغداد ثم وجهوا في عبد الله بن المعتز وأدخل دار إبراهيم بن أحمد الماذرائي التي على دجلة والصراة ثم حمل منها إلى دار المكتفى بظهر المخرم وأحضر القضاة وبايعوا عبد الله بن المعتز فحضرهم ولقبوه المنتصف بالله وهو لقب اختاره لنفسه واستوزر محمد بن داود بن الجراح واستخلفه على الجيش وكان الناس يحلفون بحضرة القضاة وكان الذي يأخذ البيعة على الناس وعلى القواد ويتولى استحلافهم والدعاء بأسمائهم محمد بن سعيد الأزرق كاتب الجيش وأحضر عبد الله بن علي بن أبي الشوارب القاضي وطولب بالبيعة لابن المعتز فلجلج وقال ما فعل جعفر المقتدر فدفع في صدره وقتل أبو المثنى لما توقف عن البيعة ولم يشك الناس أن الامر تام له إذ اجتمع أهل الدولة عليه وكان أجل من تخلف عنه سوسن الحاجب فإنه بقى بدار المقتدر مثبتا لامره وحاميا له * وفى هذا اليوم كانت بين الحسين بن حمدان وبين غلمان الدار التي كان بها المقتدر حرب شديدة من غدوة إلى انتصاف النهار وثبت سوسن الحاجب به وحامى عنه وأحضر الغلمان ووعدهم الزيادة وقوى نفس صافي ونفس مونس الخادم ومؤنس الخازن فكلهم حماه ودافع عنه حتى انفضت الجموع التي كان محمد بن داود جمعها لبيعة ابن المعتز وذلك أن مونسا الخادم حمل غلمانا من غلمان الدار إلى الشذوات فصاعد بها في دجلة فلما جازوا الدار التي كان فيها ابن المعتز ومحمد بن داود صاحوا بهم ورشقوهم بالنشاب فتفرقوا وهرب من كان في الدار من الجند والقواد والكتاب وهرب ابن المعتز ومن كان معه ولحق بعض الذين كانوا بايعوا ابن المعتز بالمقتدر فاعتذروا إليه بأنهم منعوا من المصير نحوه واختفى بعضهم فأخذوا وقتلوا وانتهبت العامة دور محمد بن داود والعباس بن الحسن واخذ ابن المعتز فقتل وقتل معه جماعة منهم أحمد بن يعقوب القاضي ذبح ذبحا وقالوا له تبايع للمقتدر فقال هو صبي ولا يجوز المبايعة له وقال الطبري ولم ير الناس أعجب من أمر ابن المعتز والمقتدر فإن الخاصة والعامة اجتمعت على الرضى
(٢٠)