ذكر التقبض على الوزير الخاقاني وولاية أحمد الخصيبي وقبض على الوزير عبد الله بن محمد الخاقاني لاحدى عشرة ليلة خلت من شهر رمضان ووكل به في منزله فكانت ولايته ثمانية عشر شهرا وخلع في هذا النهار على أبى العباس أحمد بن عبيد الله بن أحمد بن الخصيب للوزارة وانصرف إلى منزله بقنطرة الأنصار ثم جلس من الغد في دار سليمان بن وهب بمشرعة الصخر فهابه الناس لموضعه من الخليفة بالوزارة التي صار إليها لمحله من خدمة السيدة وكتابتها ولعناية ثم القهر مانة به وهابه كل منكوب من أصحاب الخاقاني وابن الفرات فحصل له من مالهم ألف ألف دينار أصلح منها أسبابه ثم ركب الوزير الخصيبي إلى القصر فرماه الجند بالنشاب من جزيرة بقرب قصر عيسى فلجأ إلى الشط وتخلص منهم بجهد فلما جلس في مجلسه قال لعن الله من أشار بي لهذا الامر وحسن دخولي فيه فقد كان كرهه لي من أثق به وبرأيه وكرهته لنفسي ولكن القدر غالب وأمر الله نافذ وأقر الخصيبي عبيد الله بن محمد الكلواذي على ديوان السواد وفارس والأهواز وأقر على الأزمة وديوان الجند أبا الفرج محمد بن جعفر بن حفص وقلد ابن عم له شيخا يعرف بإسحاق بن أبي الضحاك ديوان المغرب ولم يكن للناس في هذا العام موسم لتغلب القرامطة على البلاد وقلة المال وضيق الحال فطولب بالأموال قوم لا حجة عليهم إلا لفضل نعمة كانت عندهم وألح الوزير على الناس في ذلك حتى طلب امرأة المحسن ودولة أم علي بن محمد بن الفرات وابنة موسى بن خلف وامرأة أحمد بي الحجاج بن مخلد بأموال جليلة وكثر الناس في ذلك وأنكروه غاية الانكار ثم دخلت سنة 314 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس فيها اشتدت مطالبة الخصيبي الوزير الأموال عند الناس وأكثر التعلل عليهم فيها ولم يدع عند أحد مالا أحس به إلا أخذه بأتعس ما يكون من الاخذ والشدة وكان نصر بن الفتح صاحب بيت مال العامة قد توفى في شهر ربيع الأول من هذا العام فطالب الخصيبي جاريته وابنته بالأموال وأحضرهما عند نفسه
(٨٨)