وأيقن بالشر دخل ليهرب من بعض الممرات فوجدها مسدودة ولحقه رجل من الرجالة أصفر يقال له مظفر وآخر يقال له سعيد بن يربوع ويلقب بضفدع فقتلاه ثم صلب جسده من وقته على بعض أدقاق الستائر التي تلى دجلة وصاحوا لا نريد إلا خليفتنا المقتدر بالله ووثب القاهر مع جماعة من خدمه فخرج من بعض أبواب القصر وجلس في طيار ومضى إلى موضعه في دار ابن طاهر * قال الصولي ونحن نرى ذلك كله من دجلة ونهبت دار نازوك في ذلك الوقت ودار بنى بن نفيس وقد قيل إن مونسا المظفر لما رأى غلبة نازوك على الامر وجه ليلة الاثنين إلى نقباء الرجالة فواطأهم على ما فعلوه وكان لا يريد تمام خلع المقتدر ولذلك ما ستره ولم يبت عنه منذ أدخله داره * وكان عبد الله بن حمدان في الوقت الذي قتل فيه نازوك بين يدي القاهر وهو يراه خليفة فلما هرب القاهر طلب ابن حمدان من بعض الغلمان جبة صوف كانت عليه وضمن له مالا فلبسها وبادر يريد بعض الأبواب فندر به قوم من الغلمان والخدم فما زالوا يرمونه بالنشاب حتى قتلوه واحتزوا رأسه ذكر صرف المقتدر إلى الخلافة وأخرج مونس المظفر المقتدر بالله وسأله الرجوع إلى الدار والظهور للناس فاستعفاه من ذلك فلم يدعه حتى رده في طياره مع خادمه بشرى فلما صعد القصر سأل عن عبد الله بن حمدان فأخبر بقتله فساءه ذلك وكان قد صح عنده أنه لم يرد من أول أمره ما أراده نازوك ولا ظن الحال تبلغ حيث بلغت ثم إن المقتدر قعد للناس وخاطبهم بنفسه وقال للرجالة لكم على ست نوب وزيادة دينار وقال للغلمان لكم على أرزاق أربعة أشهر وقال لسائر الجند لكم على أرزاق أربعة أشهر وزيادة خمسة دنانير لكل واحد منكم وما عندي ما بفى بهذا ولكني أبيع ما بقى من ثيابي وفرشي وأبيع ضياعي وضياع من يجوز عليه أمرى فبايعه الناس بيعة مجددة واجتهد في توفيتهم ما ضمنه لهم وصرف أواني الذهب والفضة ثم أعجلوه عن صرفها فكان يزنها لهم مكان الدنانير والدراهم ووفى بكل الذي ضمنه وكان القاهر
(١٠٠)