وكان نصب الحج للناس في هذه السنة عمر بن الحسن بن عبد العزيز بن عبد الله ابن عبيد الله بن العباس خليفة لأبيه الحسن بن عبد العزيز فصده الجنابي عن الحج ثم دخلت سنة 318 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس فيها أقبل مليح الأرميني إلى ناحية شمشاط للغارة على أهلها فخرج إليه نجم غلام جنى الصفواني وكان يلي المعاون بديار مضر ويتولى أعمال الرقة فأوقع بمليح وبأصحابه وقيعة عظيمة فأنفذ ابنا له يقال له منصور ويكنى أبا الغنائم إلى الخليفة ببغداد بأربعمائة أسير منهم عشرة رؤساء مشاهير فأدخلهم بغداد في شهر ربيع الأول من هذه السنة مشاهير على الجمال (وفى هذه السنة) خرج أعراب بنى نمير بن عامر وبنى كلاب بن ربيعة فعاثوا بظهر الكوفة واستطالوا على المسلمين وأخافوا السبيل فخرج إليهم أبو الفوارس محمد بن ورقاء أمير الكوفة في جمع من أشراف الكوفة وبنى هاشم العباسيين والطالبيين ولم يكن معه جند سواهم فقاتل الاعراب بنفسه وصبر لمحاربتهم فأسروه وأسروا معه ابن عمر العلوي وابن عم شيبان العباسي من ولد عيسى بن موسى وسار بهم الاعراب إلى اخبائهم ولم يجسروا على ايقاع سوء بهم فطلبوا منهم الفداء فأجابوهم إليه وفدوا أنفسهم وتخلصوا منهم (وفيها) خلع على عبد الله ابن عمرويه وقلد شرطة البصرة مكان محمد بن القاسم بن سيما وخلع على علي بن يلبق لمعاون النهروان وواسط مكان سعيد بن حمدان فخرج إلى واسط وبلغه أن إسحق الكردي المعروف بأبي الحسين خرج لقطع الطريق على عادته ومعه جملة من الأكراد فراسله على ولاطفه ووعده تقديم السلطان له على جميع الأكراد فأقبل إليه وبات عنده وخلع عليه وحمله ثم صرفه إلى عسكره ليغدو عليه في اليوم الثاني واجتمع رؤساء أهل واسط إلى علي فعرفوه بما قد هيأه الله له في الكردي وأنه لو أنفق مائة ألف دينار لما تمكن ما تمكن منه فيه وأنه إن أفلت من يديه أنكر السلطان ذلك عليه فلما بكر الكردي إلى علي بن يلبق تقبض عليه وعلى من كان معه وركب من وقته إلى موضع عسكره فقتل منهم خلقا وأسر جماعة
(١٠٢)