حامد بالفتح إلى المقتدر وبعث بالأسرى فأدخلوا مدينة السلام في جمادى الأولى وقد ألبسوا البرانس وحملوا على الجمال فضجوا وعجوا وزعم قوم منهم أنهم براء فأمر المقتدر بردهم إلى حامد ليطلق البرئ ويقتل النطف فقتلهم أجمعين على جسر واسط وصلبهم (وفى هذه السنة) في جمادى الأولى ورد الخبر بأن الروم حشدوا وخرجوا على المسلمين فظفروا بقوم غزاة من أهل طرسوس وظفرت طائفة منهم أخرى بخلق كثير من أهل مرعش وشمشاط فسبوا من المسلمين نحوا من خمسين ألفا وعظم الامر في ذلك وعم حتى وجه السلطان بمال ورجال إلى ذلك الثغر فدارت على الروم بعد ذلك وقعات كثيرة (وفيها) كانت لهارون بن غريب الخال جناية وهو سكران بمدينة السلام على رجل من الخزر يعرف بجوامر دلقيه ليلا فضرب رأسه بطبرزين كان في يده فقتله بلا سبب فشغب رفقاؤه الذين كان في جملتهم وطلبوا هارون ليقتلوه فمنع منهم وكانوا نحو المائة فشكوا أمره وترددوا طالبين لاخذ الحق منه فلم ينظر لهم فلما أعوزهم ذلك خرجوا بأجمعهم إلى عسكر ابن أبي الساج وكان قد تحرك على السلطان وأنفذ إليه المقتدر رشيقا الحرمي ختن نصر الحاجب رسولا ليصرفه عن مذهبه فحبسه أبى الساج عند نفسه ومنعه أن يكتب كتابا إلى المقتدر ثم أنه أطلقه بعد ذلك وبعث بهدايا ومال فرضى عنه (وفيها) عظم أمر الحسين ابن حمدان بنواحي الموصل فأنفذ إليه السلطان أبا مسلم رائقا الكبير وكان أسن الغلمان المعتضدية وأعلاهم رتبة وكان فيه تصاون وتدين وحسن عقل فشخص ومعه وجوه القواد والغلمان فحارب الحسين بن حمدان وهو في نحو خمسة عشر ألفا فقتل رائق من قواد ابن حمدان جماعة منهم الحسن بن محمد بن أبا التركي وكان فارسا شجاعا مقداما وأبو شيخ ختن ابن أبي مسعر الأرميني ووجه الحسين ابن حمدان إلى رائق جماعة يسأله أن يأخذ له الأمان وإنما أراد أن يشغله بهذا عن محاربته ومضى الحسين مصعدا ومعه الأكراد والاعراب وعشر عماريات فيها حرمه وكان مونس الخادم قد انصرف من الغزاة وصار إلى آمد فوجه القواد
(٣٩)