لام ولد المعتضد التي كانت عنيت بولايته في أول أمره خمسين ألف دينار فنقضت أمر ابن أبي البغل ورد واليا على فارس * وفى شوال من هذا العام توفى عبيد الله ابن عبد الله بن طاهر وكان أكثر الناس أدبا وجلالة وفهما ومروءة وهو ابن إحدى وثمانين سنة وصلى عليه أحمد بن عبد الصمد الهاشمي ودفن في مقابر قريش (وفيها) مات أبو الفضل عبد الواحد بن الفضل بن عبد الوارث يوم السبت لسبع بقين من ذي الحجة (وأقام الحج الناس) في هذه السنة الفضل بن عبد الملك بن عبد الله الهاشمي ثم دخلت سنة 301 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بني العباس ففيها وافى بغداد علي بن عيسى بن داود بن الجراح مقدمه من مكة وذلك يوم الاثنين لعشر خلون من المحرم فمضى به من فوره إلى دار المقتدر فقلدوا الوزارة وخلع عليه لولايتها وقلد سيفا وقبض على محمد بن عبيد الله وابنيه عبد الله وعبد الواحد فحبسوا وكانوا قد ركبوا في؟ ك النهار إلى الدار ووعدوا بأن يخلع عليهم ويسلم علي بن عيسى إليهم فسلموا إليه ووقع الامر بضد ما ظنوه وقعد على ابن عيسى لمحمد بن عبيد الله وناظره فقال له أخربت الملك وضيعت الأموال ووليت بالعناية وصانعت عن الولايات بالرشوة وزدت على السلطان أكثر من ألف ألف دينار في السنة فقال ما كنت أفعل إلا ما أراه صوابا وكان محمد بن عبيد الله فيما ذكر من تسناه يأخذ المصانعات على يدي أبى الهيثم بن ثوابة ولا يفي بعهد لكل من صانعه برشوة حتى قيلت فيه أشعار كثيرة منها وزير ما يفيق من الرقاعه * يولى ثم يعزل بعد ساعة إذا أهل الرشا صاروا إليه * فأحظي القوم أوفرهم بضاعة وليس بمنكر ذا الفعل منه * لان الشيخ أفلت من مجعه وكان محمد بن عبيد الله قبل أن يستحيل به الحال فيما ذكر أهل الخبر به وحسن الرأي فيه ذا دهاء وعقل وكان ابنه عبد الله كاتبا بليغا حسن الكلام
(٢٩)