لا يسعني؟؟ أن يسمعها غيره وهى من المهم الذي إن تأخر وصولي إليه حدث أمر عظيم فدخل الخال إلى المقتدر والى السيدة وأعلمهما بأمره فبعث في الوزير علي بن عيسى وأحضر الخال الرجل فأجتهد الوزير والحاجب نصر والخال أن يعلمهم النصيحة ما هي فأبى حتى أدخل إلى الخليفة وأخذ سيفه وأدنى منه وتنحى الغلمان والخدم فأخبر المقتدر بشئ لم يقف عليه أحد ثم أمره بالانصراف إلى منزل أقيم له وخلع عليه ما يلبسه ووكل به خدم يخدمونه وأمر المقتدر أن يحضر ابن طومار نقيب الطالبيين ومشايخ آل أبي طالب فيسمعون منه ويفهمون أمره فدخلوا عليه وهو على برذعة طبرية مرتفعة فما قام إلى واحد منهم فسأله ابن طومار عن نسبته فزعم أنه محمد بن الحسن بن علي بن موسى بن جعفر الرضا وأنه قدم من البادية فقال له ابن طومار لم يعقب الحسن وكان قوم يقولون إنه أعقب وقوم قالوا لم يعقب فبقى الناس في حيرة من أمره حتى قال ابن طومار هذا يزعم أنه قدم من البادية وسيفه جديد الحلية والصنعة فابعثوا بالسيف إلى دار الطاق وسلوا عن صانعه وعن نصله فبعث به إلى أصحاب السيوف بباب الطاق فعرفوه وأحضروا رجلا ابتاعه من صيقل هناك فقيل له لمن ابتعت هذا السيف فقال لرجل يعرف بابن الضبعي كان أبوه من أصحاب ابن الفرات وتقلد له المظالم بحلب فأحضر الضبعي الشيخ وجمع بينه وبين هذا المدعى إلى بنى أبى طالب فأقر بأنه ابنه فاضطرب الدعي وتلجج في قوله فبكى الشيخ بين يدي الوزير حتى رحمه ووعده بأن يستوهب عقوبته ويحبسه أو ينفيه فضج بنو هاشم وقالوا يجب أن يشهر هذا بين الناس ويعاقب أشد عقوبة ثم حبس الدعي وحمل بعد ذلك على جمل وشهر في الجانبين يوم التروية ويوم عرفة ثم حبس في حبس المصريين بالجانب الغربي (وفى هذه السنة) اضطرب أمر خراسان لما قتل أحمد بن إسماعيل واشتغل نصر بن أحمد ولده بمحاربة عمه ودارت بينهما فتوق فكتب أحمد بن علي المعروف بصعلوك وكان يلي الري من قبل أحمد بن إسماعيل أيام حياته إلى المقتدر ووجه إليه رسولا يخطب إليه أعمال الري وقزوين وجرجان
(٣٥)