وطرده عن القيروان وقدم عليه عبيد الله فقال المحتسب للناس إلى هذا كنت أدعو وكان عبيد الله يعرف أول دخوله القيروان بابن البصري فأظهر شرب الخمر والغناء فقال المحتسب ما على هذا خرجنا وأنكر فعله فدس عليه عبيد الله رجلا من المغاربة يعرف بابن خنزير فقتله وملك عبيد الله البلاد وحاصر أهل طرابلس حتى فتحها وأخذ أموالا عظيمة ثم ملك برقه وأقبل جيشه يريد مصر وقد ولد عبيد الله الإسكندرية وخطب فيها خطبا كثيرة محفوظة لولا كفر فيها لاجتلبت بعضها ولما وردت الاخبار باستطالة صاحب القيروان بجهة مصر أنهض المقتدر مؤنسا الخادم وندب معه العساكر وكتب إلى عمال أجناد الشأم بالمصير إلى مصر وكتب إلى ابني كيغلغ وذكا الأعور وأبى قابوس الخراساني باللحاق بتكين لمحاربته وخلع على مونس في شهر ربيع الأول سنة 302 وخرج متوجها إلى مصر وتقدم علي بن عيسى الوزير بترتيب الجمازات من مصر إلى بغداد ليروح عليه الاخبار في كل يوم فورد الخبر بأن جيش عبيد الله الخارج معه ابنه ومع قائده حباسة انهزموا وبشر علي بن عيسى بذلك المقتدر فتصدق في يومه بمائة ألف درهم ووصل علي بن عيسى بمال عظيم فلم يقبله ثم رجع على وقد باع له ابن ما شاء الله ضيعة بأربعة آلاف دينار وفرقها كلها شكرا لله عز وجل ودخل مونس الخادم بالجيوش مصر في جمادى الآخرة وقد انصرف كثير من أهل المغرب عن الإسكندرية ونواحيها وانصرف ولد عبيد الله قافلا إلى القيروان وكتب محمد بن علي الماذرائي يذكر ضيق الحال بمصر وكثرة الجيوش بها وما يحتاج إليه من الأموال لها فأنفذ إليه المقتدر مائتي بدرة دراهم على مائتي جمازة مع جابر بن أسلم صاحب شرطة الجانب الشرقي ببغداد وورد الخير من مصر في ذي القعدة بأن الاخبار تواترت عليهم بموت عبيد الله الشيعي فانصرف مونس يريد بغداد وعزل المقدر تكين عن مصر وولاه دمشق ونقل ذكا الأعور من حلب إلى مصر (وفى هذه السنة) صرف أبو إبراهيم بن بشر بن زيد أبا بكر الكريزي العامل عن أعمال قصر ابن هبيرة ونواحيه فطالبه وضربه بالمقارع حتى مات وحمل إلى مدينة السلام في تابوت (وفيها) مات القاسم
(٣٧)