ثم دخلت سنة 297 (ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس) في المحرم من هذا العام ولد للمقتدر ابن فأمر أن يكتب اسمه على الاعلام والتراس والدنانير والدراهم والسمات ولم يعش ذلك المولود (وفيها) ورد كتاب مونس الخادم على السلطان لست خلون من المحرم بأنه ظهر على الروم في غزاته إليهم التي تقدم ذكرها في سنة 96 وهزمهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وأسر لهم أعلاجا كثيرة وقرئ كتابه بذلك على العامة ببغداد ثم قفل مونس متصرفا * وفى صفر من هذه السنة أخر طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث الصفار ايراد ما كان يلزمه من المال الموظف عليه من أموال فارس ودافع به فكتب سبكرى غلام عمرو بن الليث يتضمن حمل المال وإيراده واستأذن في توجيه طاهر وأخويه أسرى إلى باب السلطان فأجيب إلى ذلك فاجتمع سبكرى ومن والاه عليهم ودارت بينهم حرب شديدة حتى استولى سبكرى على فارس وكرمان وبعث بطاهر وأخويه إلى السلطان فأدخلوا في عماريات مكشوفة وخلع على رسول سبكرى ثم إن الليث بن علي بن الليث لما بلغه فعل سبكرى بطاهر ويعقوب ابني محمد غضب لذلك وسار يريد فارس فتلقاه سبكرى واقتتلا قتالا شديدا فانهزم سبكرى وقدم على السلطان يستمده فندب مونس الخادم إلى فارس وضم إليه زهاء خمسة آلاف من الأولياء والغلمان وكتب إلى أصحاب العاون بأصبهان والأهواز والجبل في معاونة مونس على محاربة الليث بن علي وأشخص معه الوزير ابن الفرات محمد بن جعفر العبرتاى وولاه الخراج والضياع بفارس فاحتاج الجند إلى أرزاقهم فوعدهم بها محمد بن جعفر فلم يرضوا وعده ووثبوا عليه ونهبوا عسكره وأصابته ضربة وزعم بعض أصحاب مونس أنه أخذ له مائة ألف دينار * وفى ليلة الأربعاء لخمس من شهر ربيع الآخر سنة 97 ولد للمقتدر أبو العباس محمد الراضي بالله بدير حنيناء قبل طلوع الفجر * وفى ذي الحجة من هذا العام كانت بين مونس الخادم وبين الليث بن علي حرب بناحية النوبندجان
(٢٣)