هارون بن غريب وقلد ما كان يتقلد أبوه من الأعمال وعقد له لواؤه بعد ذلك (وفى هذه السنة) مات مصعب بن إسحاق بن إبراهيم يوم الأحد سلخ شعبان وقد بلغ سنا عالية وصلى عليه الفضل بن عبد الملك إمام مكة وكان آخر من بقى من ولد إسحاق بن إبراهيم وانتهت إليه وصيته وكان أعيا الناس لسانا وأكثرهم في القول خطلا وكان طويل اللحية مغفلا إلا أنه كان صالحا وكتب الحديث ورواه وله أخبار وكتب مصحفة منها ما كتب به إلى أهله من القادسية لما حج وألفى هذا الكتاب بخطه فحكيته على ألفاظه (بسم الله الرحمن الرحيم) كتاب إليكم من القادسية وكنت قد أغفلت أمر الاحاضى فقوالبن أبو الورد يعنى وكيلا له يشترى لكم ثلاث بقرات يحضيها على أحد وعشرين أمهات الأولاد اثنى عشر وأبى وأمي تمام العشرين وأنا آخرهم الحاود والعشرين فرأيكم في ذلك تعجيله إن شاء الله * وقال فيه بعض جيرانه من الشعراء:
وصى إسحاق يا بنى صدقه * عما قليل سيأخذ الصدقة ضد لإسحاق في براعته * يظهر من غير منطق حمقه وإن أتى بالكلام بدله * فقال في حلقة لنا لحقه وورد الخبر من فارس بموت إسحاق الأشروسني؟؟ وكان قد تقلد شرطة الجانب الشرقي من بغداد (وأقام الحج في هذه السنة) ابن الفضل بن عبد الملك وأبوه حاضر معه ثم دخلت سنة 306 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس فيها ورد الخبر بوقعة كانت بين مونس الخادم وبين يوسف بن أبي الساج وذلك يوم الأربعاء لثمان ليال خلون من صفر فكانت الهزيمة على مونس وأصحابه ولحق نصر السبكي مونسا وهو منهزم وبين يديه مال فأراد أسره وأخذ المال الذي كان بيده فوجه إليه يوسف لا تعرض له ولا شئ مما معه وأسر في هذه الوقيعة جماعة من القواد فأكرمهم يوسف وخلع عليهم وحملهم ثم أطلقهم فود