فهزم الليث وأصحابه وأسر مونس الليث وأخاه إسماعيل وعلي بن حسين بن درهم والفضل بن عنبر وصاروا في قبضته فحملهم بين يديه إلى بغداد وأدخل الليث على فيل ومن كان معه على جمال مشهورين قد ألبسوا البرانس ثم حبسوا (وفيها) وجه المقتدر القاسم بن سيما غازيا في الصائفة إلى الروم في جمع كثيف من الجند في شوال فغنم وسبى (وفيها) ولى ورقاء بن محمد الشيباني أمر السواد بطريق مكة فرفع المؤن عن الناس وحسم عنها ضر الاعراب وما كانوا يفعلونه في الطريق من السلب والقتل وحسن أثر ورقاء هنالك ولم يزل مقيما بتلك الناحية إلى أن رجع الحاج مسلمين شاكرين لفعله فيهم * ولجمادى الأولى من هذا العام ورد الخبر بأن أركان البيت الأربعة غرقت في سيول كانت بمكة وغرق الطواف وفاضت بئر زمزم وأنه كان سيلا لم ير مثله في قديم الأيام وحديثها وفى شوال منها توفى محمد بن طاهر بن عبد الله بن طاهر المعروف بالصناديقي ودفن في مقابر قريش وصلى عليه القاضي أحمد بن إسحاق بن البهلول * وفى شهر رمضان منها توفى يوسف ابن يعقوب القاضي ومحمد بن داود الأصبهاني الفقيه * وورد الخبر بوفاة عيسى النوشري عامل مصر فولى السلطان مكانه تكين الخاصة وتوجه من بغداد إلى مصر * وفى شوال من هذه السنة توفى جعفر بن محمد بن الفرات أخو الوزير وكان يلي ديوان المشرق والمغرب فولى الوزير ابنه المحسن ديوان المغرب وولى ابنه الفضل ديوان المشرق * وفى هذا العام توفى القاسم بن زرزور وكان من الحذاق المجيدين وأسن حتى قارب تسعين سنة (وحج بالناس) في هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمي ثم دخلت سنة 298 ذكر ما دار في هذه السنة من أخبار بنى العباس فيها قدم الناس ابن سيما من غزاة الصائفة إلى الروم ومعه خلق كثير من الاسرى وخمسون علجا قد حملوا على الجمال مشهورين بأيدي جماعة منهم أعلام الروم عليها صلبان الذهب والفضة وذلك يوم الخميس لأربع عشرة ليلة بقيت
(٢٤)