صدورهم وضمائرهم وهو كان بعد ذلك السبب لهلاكهم وفنائهم على ما يأتي ذكره في الوقت الذي دار فيه ذلك * وفى هذه السنة انحدر ياقوت وابنه من مدينة السلام في الماء ومن تبعه من جيشه من الجانب الشرقي يريدان أعمالهما من بلد فارس وكان علي بن يلبق بواسط متقلدا لها ومعه من الغلمان الذين أشخصهم مونس إليه جملة مثل سيما المنخلي وكانجور وشفيع وتكين الخاقاني وغيرهم فحملت هذه الطبقة ابن يلبق على تلقى ياقوت ومحاربته واتصل الخبر بيلبق أبيه فأنكر الامر أشد الانكار وكاتب ابنه يخوفه ركوب هذه الحال ويأمره بأن يتقدم إلى خلفائه بواسط أن يتلقوا ياقوتا ويخدموه ويكونوا بين يديه إلى أن يخرج عن واسط وكاتب القواد الايطاوعوا ابنه على مكروه إن هم به وكاتب ياقوتا يسأله العبور إلى الجانب الغربي خوفا من اجتماع العسكرين ثم تحمل يلبق المصير إلى ابنه وملازمته أياما إلى أن جاز ياقوت وخرج عن واسط * وفى شعبان من هذا العام شغب الرجالة ببغداد فحاربهم يلبق وسائر الجيش ولم تزل الحرب بينهم من غدوة إلى صلاة العصر وجرح من الفرسان جماعة وقتل من الرجالة عدد كثير ثم تمزق الفريقان في الأزقة والدروب وانصرفوا ذكر صرف الكلواذي عن الوزارة وتقليدها الحسين بن القاسم وكان عبيد الله بن محمد الكلواذي أحد الكتاب الكبار وجليلا في نفوس الناس فقدروا أن فيه كفاية وقياما بالامر فأقام على الوزارة شهرين وهو متبرم بها لضيق الأموال وكثرة الاعتراضات واتصال الشغب وقعود العمال عن حمل المال فاستعفي وقال ما أصلح أن أكون وزيرا فصرف عنها ولم يعنف ولا نكب ولاتعرض أحد من حاشيته وانصرف إلى داره واستقر فيها فأمر الخليفة بحفظها وصيانتها وكان أبو الجمال الحسين بن القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب يسعى دهره في طلب الوزارة ويتقرب إلى مونس وحاشيته ويصانعهم حتى جاز عندهم وملا عيونهم وكان يتقرب إلى النصارى الكتاب بأن يقول لهم إن أهلي منكم وأجدادي من كباركم وأن صليبا سقط من يد عبيد الله بن سليمان جده في أيام المعتضد فلما رآه
(١١٤)