الحجابة مكانه أبو الفوارس ياقوت مولى المعتضد وهو إذ ذاك أمير فارس فاستخلف له ابنه أبو الفتوح إلى أن يوافي ياقوت ذكر الحوادث التي أحدثها القرامطة بمكة وغيرها (وفى هذه السنة) سار الجنائي القرمطي لعنه الله إلى مكة فدخلها وأوقع بأهلها عند اجتماع الموسم واهلال الناس بالحج فقتل المسلمين بالمسجد الحرام وهم متعلقون بأستار الكعبة واقتلع الحجر وذهب به واقتلع أبواب الكعبة وجردها من كسوتها وأخذ جميع ما كان فيها من آثار الخلفاء التي زينوا بها الكعبة وذهبوا بدرة اليتيم وكانت تزن فيما ذكر أهل مكة أربعة عشر مثقالا وبقرطي مارية وقرن كبش إبراهيم وعصا موسى ملبسين بالذهب مرصعين بالجوهر وطبق ومكبة من ذهب وسبعة عشر قنديلا كانت بها من فضة وثلاث محاريب فضة كانت دون القامة منصوبة في صدر البيت ثم رد الحجر بعد أعوام ولم يرد من سائر ذلك شئ * وقيل إن الجنابي لعنه الله صعد إلى سطح الكعبة ليقلع الميزاب وهو من خشب ملبس بذهب فرماه بنو هذيل الاعراب من جبل أبى قبيس بالسهام حتى أزالوهم عنه ولم يصلوا إلى قلعه وظهر قرامطة يعرفون بالنفلية بسواد الفرات ومعهم قوم من الاعراب من بنى رفاعة وذهل وعبس فعاثوا وأفسدوا وكان عليهم رؤساء منهم يقال لهم عيسى بن موسى ابن أخت عبدان القرمطي ومسعود بن حريث من بنى رفاعة ورجل يعرف بابن الأعمى فأوقعوا وقائع عظيمة وأخذوا الجزية ممن خالفهم على رسوم أحدثوها وجبوا الغلات فأنفذ المقتدر هارون بن غريب إلى واسط فأوقع بهم وقتل كثيرا منهم وحمل منهم إلى مدينة السلام مائتي أسير فقتلوا وصلبوا * وورد الخبر في شعبان بأن الحسن بن القاسم الحسنى قام بالري ومعه ديلمي يقال له ما كان بن كاكى وأن العامل عليها هرب إلى خراسان منه ثم ورد الخبر في شوال بإقبال ديلمي يقال له أسفار بن شيرويه من أصحاب الحسن بن القاسم إلى الري أيضا وان هارون ابن غريب لقى أسفار هذا بناحية قزوين فهزمه أسفار وقتل أكثر رجاله وأفلت
(٩٥)